227

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

تصانيف

واعلم أيها المهتدي الذكي، أنه لا خلاص لك من عدوك الغوي، إلا بالالتجاء إلى ربك القاهر القوي، فللشيطان سبعة طرق ينصبها للناس، لا يسلم من غوائها إلا الأكياس، وبيانها ضروري ليحترس منها المسترشد الزكي، فدونكها كما قرر الإمام ابن القيم التقي – نضر الله وجهه البهي – فما إخالك تحظى ببيانها في غير تحقيقه القيم النقي.
قال – رحمه الله تعالى –: إن الشيطان يريد أن يظفر بالإنسان في عقبةٍ من سبع عقبات، بعضها أصعب من بعض، لا ينزل من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجزعن الظفر به فيها.
العقبة الأولى: عقبة الكفر بالله – جل وعلا – وبدينه، ولقائه، وبصفات كماله، وبما أخبرت به رسله – عليهم الصلاة والسلام – عنه، فإنه إن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية، وسلم معه نور الإيمان، طلبه على:
العقبة الثانية: وهي عقبة البدعة، إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله – جل وعلا – به رسوله – ﷺ – وأنزل به كتابه، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله – ﵎ – من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئًا، والبدعتان في الغالب متلازمتان، قل أن تنفك إحداهما عن الأخرى، كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال، فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأهم إلا أولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضج منهم العباد والبلاد إلى الله – جل وعلا – وقال شيخنا – هو الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى –: تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة، فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة، فإن قطع هذه العقبة، وخلص منها بنور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة، وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان – رضي الله تعالى عنهم أجمعين –.

1 / 227