فقال له رجل لما لا تأكل اللحم؟ فقال: أرحم الحيوان، قال: فما تقول في السباع التي لا طعام لها إلا لحوم الحيوان؟ فإن كان الخالق الذي دبر ذلك فما أنت بأرأف منه، وإن كانت الطبائع المحدثة لذلك فما أنت بأحذق منها، ولا أتقن عملا ً. قال أبو يوسف القَزْوينيُّ: اجتمعت به مرة، فقال لي: لم أهْجُ أحدًا قط، قال، قلت: صدقت، إلا الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام –.
... وله أشعار كثيرة تطاول بها على الشرع الحكيم، كل واحد منها يدل على كفره وضلاله، وزندقيته وانحلاله وعمى بصيرته وخباله، فمن ذلك قوله عليه لعنة الله:
فلا تَحْسَبْ مَقالَ الرُسْل ِ حَقًا ... ولكنْ قَوْلُ زُور ٍ سَطّروهُ
ج
وكانَ الناسُ في عيْش ٍ رَغيد ٍ ... فَجاؤا بالمُحال فَكدّروهُ
وقد رد عليه الإمام ابن كثير – عليه رحمة الله تعالى – بقوله: وقلت أنا معارضة عليه:
فلا تَحْسَبْ مَقالَ الرُسْل ِ ُزورًا ... ولكنْ قَوْلُ حقًا بَلَّغُوهُ
وكانَ الناسُ في جَهْل ٍ عظيم ٍ ... فَجاؤا بالبَيَان َ فأوضَحُوهُ
ج
وفي مدارج السالكين للإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – أبيات فيها رد على المعري اللعين وهي:
وكانَ الناسُ في لبْس ٍ عظيم ٍ ... فَجاؤا بالبَيَان َ فأظْهَروهُ
وكانَ الناسُ في جَهْل ٍ عظيم ٍ ... فَجاؤا باليقين ِ فأذهَبُوهُ
1 / 213