فإن قلت ولكن بالفعل عنديمن هذه الأشياء ما لا أجده عند غيرى.
نعم كل منا عنده أشياء ليست عند غيره، ولكن هذه الأشياء ملك من؟!
يقول تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ﴾ [المائدة: ١٢٠]. فكل ما معنا من أصغر شيء إلى أكبره ملك لله ﷿، أعارنا إياه لننتفع به، ونمتحن فيه ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧].
فلا يملك أحد - غير الله - شيئًا في هذا الكون ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾ [سبأ: ٢٢].
فإن اعتقد أحدنا أن المال الذي معه هو ماله لا مال الله، وفرح به، واطمأن لوجوده معه فهذا هو الإعجاب بالمال كمن قال: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: ٧٨].
ويتسع هذا المفهوم ليشمل كل شيء يفرح به الإنسان، ويطمئن إلى وجوده معه على أنه ملك ذاتي له.
حمد النفس:
ومن معاني العُجب كذلك رؤية أحدنا لنفسه بعين الرضا والفرح فيما علمت أو عملت وحمدها على ذلك، ولو في جزئية صغيرة، ونسيان أن الله ﷿ هو صاحب كل فضل نحن فيه.
قال المحاسبي: العُجب هو حمد النفس على ما عملت أو علمت، ونسيان أن النعم من الله ﷿ (١).
ويؤكد على هذا المعنى أبو حامد الغزالي فيقول: العُجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها للمنعم (٢).
_________
(١) الرعاية لحقوق الله للمحاسبي ص ٤٢٠ - دار اليقين - المنصورة - مصر.
(٢) إحياء علوم الدين ٣/ ٥٧٤ - دار الحديث - القاهرة.
1 / 19