صلاح البيوت
الناشر
مطبعة السلام - ميت غمر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٩ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
لها خلق عف ودين ومحتد ... وخلق سوى في الحياء ومنطق
فسمعه أبوه فرق له، وقال له: راجعها يابني! فراجعها، وأقامت عنده وكان يحبها حبًا شديدًا فجعل لها حديقة على أن لا تزوج بعده فرمى بسهم يوم الطائف فانتقض بعد وفاة رسول الله ﷺ، فقالت ترثيه:
فآليت لا تنفك عيني سخينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فتى طول عمري ما أرى مثله فتى ... أكر وأحمى في الصباح وأخيرًا
إذا شرعت فيه الأسنة خافها ... إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرًا
فخطبها عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) قالت: قد كان أعطاني حديقة أن لا أتزوج، قال: فاستفتى، فاستفتت على بن أبى طالب ﵁ فقال: ردى الحديقة إلى أهله وتزوجي! فتزوجها عمر ﵁ في خلافته ودعا الناس إلى وليمته فأتوه، فلما فرغ من الطعام وخرج الناس، قال له على بن أبى طالب ﵁: يا أمير المؤمنين ائذن لي في كلام عاتكة حتى أهنيها، وأدعوا لها بالبركة، فذكر عمر ذلك لعاتكة، فقالت: إن أبى الحسن فيه مزاح، فأذن له يا أمير المؤمنين، فأذن له، فقال: يا عاتكة!
وآليت لا تنفك عيني سخينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فقال عمر ﵁: غفر الله لك لا تفسد علىَّ أهلي!
1 / 66