سياست نامه أو سير الملوك
محقق
يوسف حسين بكار
الناشر
دار الثقافة - قطر
رقم الإصدار
الثانية، 1407
تصانيف
وقال إعلم أن لي في هذه المدينة أصدقاء كثيرين يستجيبون لي بمحض الإشارة ولو أطلب إليهم خمسة أو عشرة الاف دينار لقدموها إلي حالا عن طيب خاطر لأنهم كانوا يفيدون كثيرا من التعامل معي وأنه لم يلحق بأحدهم أدني ضرر نتيجة لذلك إنني لامل في أن تتوثق عرى الصداقة والود بيننا على الرغم من كثرة الذين هم على استعداد لقرضي فإنني في حاجة إلى عشرة الاف دينار أرجو أن تمدني بها على ان اعيدها إليك إبان الموسم بعد أربعة أو خمسة شهور ومعها خلعة إنني لعلى ثقة من أنك تملك المبلغ بل أضعافه وأنك لن ترد طلبي فقال الرجل من فرط خجله وحسن استقبال الأمير له الحق ما يقول الأمير غير أنني من أصحاب الدكاكين التي بقدر بألف أو ألفين وينبغي ألا يقال للعظماء سوى الحقيقة ان كا ما أقدر عليه ستمائة ألف دينار جمعتها بمشقة على مر الزمن وهي ما أبيع به وأشتري في السوق الان فقال الأمير في خزانتي كثير من الذهب الدرستي لكنه لا يناسب الأمر الذي أريد ما الفائدة التي تجنيها من بيعك وشرائك القليل هذا أعطني الستمائة دينار وخذ علي سندا بسبعمائة دينار بشهادة شهود عدول على أن أردها إليك في الموسم القادم ومعها خلعة جميلة وقال الوكيل إنك لا تعرف أميرنا إلى الان فليس في أركان الدولة من هو أصدق معاملة منه فقال الرجل الحق ما يقول الأمير إن هذا القدر الذي أملك من الذهب لا يدعو إلى الرفض والتردد ثم أعطاه المبلغ وأخذ عليه سندا
وأزف الموعد وبعد عشرة أيام منه ذهب الرجل للسلام على الأمير ولم ينبس ببنت شفة لأنه قال في نفسه سيعلم الأمير حين يراني أنني جئت أطلب ذهبي
واستمر على هذا المنوال فانقضى على المدة شهران رأى الرجل الأمير فيها أكثر من عشر مرات لكنه كان يتجاهل أن الرجل إنما كان يجيء في طلب ماله أو أن عليه هو أن يدفع إليه شيئا
لما رأى الرجل تجاهل الأمير كتب رسالة سلمها بيده إلى الأمير نفسه فقال إنني في حاجة إلى ذهبي الحقير لقد مضى على الأجل شهران الا يتفضل الأمير بالإيعاز إلى الوكيل برده هذا الخادم فقال الأمير إنك تظن أنني في غفلة من أمرك لتهدأ بالا وتصبر بضعة أيام فإنني في صدد تهيئة مالك الذي سأرسله إليك في مغلف مختوم بيد أحد أشخاصي المعتمدين
صفحة ٨٧