سياست نامه أو سير الملوك
محقق
يوسف حسين بكار
الناشر
دار الثقافة - قطر
رقم الإصدار
الثانية، 1407
تصانيف
فارس برسالة إلى موبذ حكيم طاعن في السن كان يقطن تلك المدينة تقول احضر بأقصى سرعة فقد جرى بيني وبين الملك ومزدك كذا وكذا
ولما انقضت الأربعون يوما جلس قباذ للناس واعتلى سرير الملك وجاء مزدك فمضى إلى سدة العرش وجلس على كرسيه وأمر الملك بإحضار أنوشروان ثم قال مزدك لقباذ سله عما أتى به إلينا من جواب قال قباذ بم أتيت ادل به قال أنوشروان ما أزال بصدد هذا قال مزدك لات حين تدبير مر بمعاقبته ووجم قباذ أما مزدك فأشار باخذ أنوشروان ولما اقبل من أمروا باخذه نحوه ضرب بيده على زاوية الإيوان وقال لأبيه يا لها من عجلة هذه التي استحوذت عليك في القضاة على أسرتك بنفسك ان الأجل المضروب بيننا لم ينته بعد قال وكيف قال أنوشروان لقد سألتكما أربعين يوما كاملة فيها هذا اليوم فحين ينقضي تستطيعان أن تفعلا ما يحلو لكما وصاح قادة الجيش والموبذون قائلين حق ما يقول لقد اتفقتم على أربعين يوما لا تسع وثلاثين يوما قال قباذ خلوا عنه اليوم ورفعت الأيدي عن أنوشروان فنجا من براثن مزدك
ولما ترك قباذ المجلس وتفرق الحضور وعاد مزدك ومضى أنوشروان إلى بيته وصل الموبذ الذي أرسل أنوشروان في طلبه من فارس على بعير جماز وقد كان يسأل الناس إلى أن اهتدى إلى منزل أنوشروان ونزل عن بعيره فدخل المنزل مسرعا ثم أسر إلى أحد الخدم اذهب وقل لأنوشروان لقد وصل موبذ فارس وهو يريد أن يراك فدخل الخادم مسرعا وأخبر أنوشروان
وخرج أنوشروان لفرحه من الحجرة مسرعا وعانق الموبذ وقال اعلم أيها الموبذ انني نجوت اليوم من قبضة الموت ثم قص عليه كل ما جرى فقال الموبذ هون عليك فالأمر على ما قلت أنت فأنت على الحق ومزدك على الباطل ساتولى جواب مزدك عنك واجعل قباذ يندم على ما فعل وأعيده إلى سواء السبيل لكن عليك أن تسعى الان وتيسر لي باية وسيلة مقابلة الملك قباذ قبل أن يعلم مزدك بقدومي قال أنوشروان هذا مطلب يسير ساقوم بما يمكنك من مقابلة الملك وحيدا الليلة
ومع صلاة العصر مضى أنوشروان إلى قصر أبيه وطلب مقابلته فلما رأى أباه أثنى
صفحة ٢٤٢