إلى الله مستسلم ، ومتعلق بحبل الله معتصم ، فقد أرانا الله من معايب الدنيا ومساويها ما أراه ، ففاز من بادر إلى الله في الإجابة برفضها إذ دعاه ، فوجل من الله وأشفق ، وسارع إلى الله فسبق ، ولم يأخذ منها إلا ما طاب لله وزكا ، ولم يختر على ما جعل الله من الحياة فيها سخطا من الله وهلكا ، ولم يغترر بما (1) أمده الله به من ماله وبنيه ، وبما ظاهره الله من آلائه ونعمه إليه ، فإنه يقول سبحانه : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون (56) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون (57) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون (58) والذين هم بربهم لا يشركون (59) والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون (60) أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (61) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ) (62) [المؤمنون : 55 62]. ويقول سبحانه : ( وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم (73) وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ) (74) [المؤمنون : 73 74]. ويقول سبحانه : ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (54) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون (55) أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين (56) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين (57) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين (58) بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ) (59) [الزمر : 54 59]. ويقول سبحانه : ( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير ) (47) [الشورى : 47] ، فكفى بتذكير الله عز وجل وأمره فيما ذكرنا به وأمرنا من كل أمر وتذكير ، فأسعدكم الله بقبول تذكيره ، وأيدكم في ذلك بتوفيقه وتبصيره ،
صفحة ٣٥٩