وبلدي قصاد عيني مش قادر أغيرها
بين المسا والصباح الناس تغيرها
ومما لاحظته هو مخالطة وتشابه ذلك الملك اليوتوبي الخارق الجود والعطاء «معروف» مع شخصية فولكلورية عربية أخرى، تعرضت لها ولمأثوراتها في كتابي «الحكايات الشعبية العربية»
1
يبدو أنها بدورها بقايا سيرة مندثرة؛ ذلك أن كلتيهما تتطرق لحروب قبائلية، وعلاقات قرابية عشائرية أو علاقات أنساب، كما أن كلا الملكين: معروف و«عبيد الغالبة» تعرض لشعائر أو طقوس انتقال، ذات صبغة اجتماعية طبقية؛ أي من حيث سقوطه من أقصى درجات التسلط الطبقي لأحضان الفاقة والعوز والهوان والعبودية، كما أن كليهما قام بصبغ نفسه في «دن النيلة» لكي يعطي ويهب نفسه بإرادته لضيوفه من الشعراء والحكماء، كتابع أو عطية وفداء أو عبد لهم.
وما أروح المأثورات الشعرية المنسوبة لعبيد الغالبة، وهو يهجو من اضطلع بصباغه أو تغيير لونه في دن من دنان النيلة:
الله يأتيك يا صباغ التياب بنايبه
ياللي صبغت الزين والشين في دن واحد
علشان كتر الدراهم
ولا بأس طبعا من إيراد هذين النصين الشفهيين الفولكلوريين، الملك معروف ووزيره البين وابنه الشاطر حجازي و«عبيد الغالبة» كما جمعتها وحققتهما بالقدر المتاح من أفواه الناس.
صفحة غير معروفة