317

السير

الناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

تصانيف

الطريق ويهدم جسور الناس قال هؤلاء الذين نسرج معهم كمن نسرج إليهم يعني كلهم على الباطل وقال له أبو محمد الدرفي إذا نزلت عليك مسالة فاستفت أما أبا يحيى الفرسطائي وأما أبا محمد الكباوي فأحكم بما اتفقا عليه وقف إذا اختلفا فكان يستفتيهما فأكثر عليه أبو يحيى الأقاويل فأعتمد على أبي محمد فلما مات وشهد جنازته قال سلام عليك يا كباوى فاستفتا بعده أبا محمد خصيبا وقال له مرة عندي تأتي بمثل هذا قال أبو زكريا أفت حيث كانت الرجال لا تسأل عنك وكاتبه محمد بن جنون فلكمه المشايخ عليه فقال ما تنكرون على ما حكمت بشهادته قط فإذا استقصوا عليه قال لا حاجة لي بأموركم وقتل ولد أبي الحسن بن علي الشروسي رجلان كلم المشايخ أبا علي في شأنه فلم يطاوعهم في القود منه فلم يلبث الا قليلا فمات بإذن الله، ثم أن عاملا من قواد أهل القيروان أتى نفوسة يطلب منهم ألف دينار فألتمس أبو زكريا في نفوسة فلم يقدروا على أكثر من مائتي دينار فأتى بها أبا الحسن بن على وقت نزوعه لباسه لأن يقبل فدعاه فخرج في رداء فلما أبصر الشيخ استحيى وأراد الرجوع واللباس فعزم عليه أن لا يرجع فقال لم أجد في الجبل الا هذا فإن قدرت لهم على شيء فافعل فنزل إلى العامل فأخبره بمكانه فقال لوزيره ما يسترنا منه وما أتى به قال أتى بمائتي دينار وأرددها له تستر منه ففعل فردها أبو الحسن إلى أبي زكريا قال حينئذ لم أطعكم في قتل ولده وكلته إلى الله فكفانا مؤنته ولو أطعتكم لنزل إلى المسودة وربما كان منه بعض ما نكره لكن نفع الآن ومن تعففه وصبره أن أمراته أرسلت إليه وهو بشروس انه يرسل إليها بشيء من زيت لتضيء به

صفحة ٣٢٠