فسمعه الشيخ وقال لولده نوخ الجمل ثم فرغا ما في الحمل وانصرفا وقيل إن نساء من أهل تدينة يحضرون مجلسه ليلا ومعهن اولادهن فاذا تفرق المجلس رجعن إلى منازلهن وهذه كرامة له ولهن لان المسافة ازيد من اربعة وعشرين ميلا ومن كراماته انه يصلى في مصلاه وتصلى بصلاته امراته امرأة صالحة من مصلاها من ناحية تارديت وبينهما بعد وفيها إن أم الخطاب حلفت بعتق رقيقها أن لا تتزوج اخا زوجها ثم قلب الله قلبها فقيل لها المخرج أن تهبى مما ليكك ثم تتزوجى ففعلت فرد عليها فاخبرت أبا الشعثاء بقضيتها فقال اتخادعين من خلق الخداع يا أم الخطاب وكانت صالحة فدخلت الدار وجدت الجوارى ينسجن فقالت انكن معتقات فقمن من الفرح فلم تزد واحدة منهن خيطا وهن ثلاثة عشر جارية.
ومنهم أبو صالح سدرات من أهل اغل وكان صالحا متقيا متحريا وكان منفردا في
منزله ليس فيه كثرة الأشياخ ولا الفقهاء فخاطب نفسه: أؤذن وأقيم الصلاة وأتقدم بالناس وحضر الشهادة ياسدرات فلا أسكن بلدا أنا فيها كذا. فانتقل إلى أبي محمد التغرميني وعلق وضوءه يوما بخص أبي محمد فأخذه من خارج من فرحه من غير استئذان فعاتبه أبو محمد على ذلك فتاب.
ومنهم أبو اسحاق الاشارنى وكان عالما ورعا شديدا في الامر والنهى ممن
لاتأخذه في الله لومة لائم قال لأهل منزله اشارن اضمنوا لى اربعا اضمن لكم اربعا الصلاة والاذان وحفظ الخط وتعليم القرآن يسلم مسافركم وينمو رزقكم وتطفأ نار الحرب عنكم ويرتفع القحط واذا رجع من حوايجه اتى المسجد فاذا لم يجد احدا دخله يقول ما هذا
صفحة ٢٤٧