أبو زيد امرنا وامرت فدعنا نمتثل ما امرنا ثم افعل ما امرت فتنحى حتى وضعوها فنزل على صدرها وردوا عليها التراب كذلك.
ومنهم أبو الليث الجناوني وكان رجلا صالحا عابدا وقيل ليس بنفوسى بل
بربرى لكنه يسكن اجناون. قالت له زوجه يوما انتقص لبن بقرتنا فقال ناولينى عكازى لا يقع هذا الا من ضعف الحق فطلع إلى جادو فوجد أبا منصور يضرب رجلا اتى فيه كتاب من تيمتى وعمروس وجماعة من الاشياخ حاضرون فقالوا له ارجع هاهنا لموضع في المجلس فقال حتى اعلم على ما يضرب الرجل فاخبروه فقال بسواد في قرطاس تضرب الناس يا إلياس فقال له ما نفعل يا شيخ قال ترده إلى السجن وابعث الامناء فان صح ذلك عنه فانفذ والا فقاصصه من نفسك في ضربه فبعثوا الامناء فلم يصح عنه ذلك وتبين أن الفاعل غيره فاخرجه وقاصصه.
ومنهم أبو معبد الجناوني جمع بين العلم والعمل والورع تعلم العلم بالمغرب
عند سعد بن أبي يونس بقنطرار فقدم إلى تندباس فوجد امة تستقى فطلبها أن تجعل الماء في وعائه قالت له اتخدم اموال الناس يا جاهل فرجع إلى التعلم فمكث عشرين سنة والله اعلم فلما ودع شيخه للانصراف قال اجعلنى في حل قلت لامتك وقد اتتنى بمعيشتى ناولينى الابريق قال الشيخ السوداء أم البيضاء قال لا اعرف منهما السوداء من البيضاء من كثرة غضه لبصره فلما اشرف على اجناون في رجوعه قال لو ماتوا جميعا وفصلوا اعضاء لاورثتهم بعضهم من بعض جميعا من كثرة علمه وهو وسعد بن يونس وافلح بن العباس وغيرهم ممن نهى عن المسير إلى مانو وقيل له قد فزع البغال فقال لم يفزع
صفحة ٢٤٢