وذكر أبو الربيع وأبو العباس انه قال لالياس هؤلاء أصحاب الرفقة وهؤلاء اضيافك يكنى بذلك عن حبسهم والانكال بهم قال أبو العباس وأبو الربيع جلس معه ذات مرة داود بن ياجرين وماطوس رحمهم الله فتحدثوا حتى جرى بينهم ذكر أهل الصدق والكذب وذكروا أهل شروس فقال الشيخان أهل شروس لا يكذبون فاظهر عمروس اجازة شهادة كل شروسى فعاتباه على ذلك وقال انما حكمت بشهادتكما اذ زكيتماهم قالا لانريد ذلك فتوقف عن الحكم بشهادة غير المعلومين بالعدل والتقى
قال أبو العباس عمروس من اجل من أن يتجاوز إلى هذا القدر وينسب اليه هذا التهاون ولعله اظهر لهما ذلك تجازفا اذ بريا من الكذب جميع أهل البلد جملة لا تفصيلا وتادب أن يواجههما بالمناقصة فسلك معهما طريقا يرجعان فيه إلى الصواب من غير تخطئة ولا توبيخ وهذه من جملة فضائله.
وذكر أبو الربيع وأبو العباس وذكر في السير إن ان عمروسا واصحابه قدموا مكة حجاجا فدخلوا على محمد بن محبوب في مجلس من اصحابه فسلموا ورحب بهم وادنى مجلسهم تعظيما للجنس فلما تبوؤوا للمذاكرة ساله عمروس عن مسئلة فقال ابن محبوب إن كان أبو حفص في شىء من هذا البلد فهذا السؤال منه فقالوا له هو السائل فرفع ابن محبوب مجلسه وزاد في دنوه فجعل عمروس يساله في مسائل الدماء واكثر فقال ابن محبوب هذا من مكنون العلم فلا يعلن به في قوم جهال فقال عمروس لاصحابه: (احفظوا السؤال احفظ لكم الجواب) فلما قدموا نفوسة قال عمروس هلموا ما تكفلتم قالوا لم يبق معنا الا قولك احفظوا السؤال احفظ لكم الجواب فقام بهما جميعا سؤالا وجوابا.
وفي السير سأله رجل بمحضر أبي مهاصر عمن اخذ من مال ابن طيلون خرجا فتاب ولم يعلم له صاحبا قال تسال عن مولاه فان اعياك امره فتصدق به فغضب أبو مهاصر فقال لا اقعد في مجلس يفتى فيه بمثل هذا قال عمروس أن اردت أن تقعد فاقعد فان من شان المسلمين أن لا يؤيسوا احدا من رحمة الله.
وفيها وسمع بموت أبي مهاصر وقد لبس احدى نعليه وذهل عن لبس الاخرى فمسكها في يده ذهولا وتفجعا وتفظيعا لما سمع فما ادركهم الا وقد دفنوه
صفحة ٢٢٧