218

السير

الناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

تصانيف

واحكام بيوت الاموال وعقد تقدم القضاة واحكام المنكر في الاسواق والاحتساب على الفساق انما يلى امرها نفوسة الجبل فلما اجتمعت الكلمة بعد اختلافها على محمد بن أفلح لعلمه وورعة كان اول شىء نظر فيه التماس قاض عدل يصلح لان يقلد امور الاسلام فاشاروا عليه بتقديم الشيخ التقى العالم النقى محمد بن عبد الله بن أبي الشيخ وكان وقافا شديدا في دين الله حازما لقمع المظالم والمناهى آمرا بالمعروف ثم عزل نفسه لمنكر بلغه بعد أن احسن السيرة واظهر الحق وتجردت نفوسة الجبل لاصلاح الاسواق وقمع الفساق لان نفاقهم نجم مدة الفتنة وظهر فسادهم وعظم ضررهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون منار الحق فاصلح الله الفساد على ايديهم حتى عاقبوا القصاب على نفخ الشاة ومنعوا الحمال على دابته أن يحمل عليها فوق طاقتها وانقطعت مادة الفتنة وعمرت المساجد وكانت خلافته نحو الاربعين وعمره نحو المائة قال ابن الصغير رايته يوما بمصلى الجنائز ينتظر فراغ دفن جنازة من وجوه الناس ابيض اللحية والراس ربعة وضعت له وسادة من جلد قال كان اذا جلس لا يتكلم احد في مجلسه الا أن تكون ظلامة ترفع قال وكان زاهدا ورعا سكيتا واذا جلس في المسجد الجامع جلس على وسادة من ادم وله سارية تعرف به يجلس اليها وجمع العلم والعمل والف كتبا كثيرة قال أبو زكريا إن محمد بن أفلح اجتمع المسلمون فولوه على انفسهم ولم يكن منهم في توليته اختلاف وبلغ في العدل والفضل غاية عظمته وكانت نفوسة لا تعدل بولايته الا ولاية جده عبد الرحمن رضى الله عنهما

صفحة ٢٢١