واجدب جهة أبي عبيدة فمال الناس إلى خلف طلبا للخصب والرخا واخلاد إلى الارض والدنيا فلما رأى كثرة من معه وتعجب بعساكره خرج بها يريد أبا عبيدة ومن معه من المسلمين لعلمه بقتلهم وان يستأصل شافتهم ويذهب شوكتهم فلما سمع به أبو عبيدة خرج من الجبل فعسكر بعيدا من الجبل وتهيأ لدفاعه فأرسل خلف اخوته ومواليه في نحو اربعمائة فارس ولم يشعر بهم أبو عبيدة حتى غشوهم نهارا فأمر أبو عبيدة اصحابه بالكف حتى يعلموا ما يريدون فغاروا على ادرف قرية هناك فنهبوا الاموال وقتلوا الانفس وقيل قتلوا نحو عشرة فامر أبو عبيدة اصحابه بمناجزتهم لما ابصر بغيهم وعتوهم فهزمهم الله تعالى وقتل منهم كثيرا فامرهم بالكف عن اتباعهم واحسن فيهم السيرة فرجع خلف إلى تيمتى ورجع أبو عبيدة إلى اجناون وكتب إلى خلف اذ نزعت يدك من الطاعة فكن في حيزك واكون في حيزي فما بال الحرب فابى وتمادى في شن الغارات ونهب الاموال وقتل الانفس وما قدروا عليه من الفساد ثم اقام على ذلك نحو سنة فخرج بعسكره يريد أبا عبيدة ومن معه من المسلمين فعسكر أبو عبيدة بعيدا من الجبل في قلة لكنهم أهل بصائر يموتون على ما ابصروا وقيل عددهم ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا وعسكر خلف في اربعين الفا وقيل عدد من مع أبي عبيدة سبعمائة والله اعلم واعجبت خلفا كثرة عساكره وغفل إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فلما قرب ارسل رجلين إلى أبي عبيدة يخلع ولاية الإمام أفلح ويثبت ولايته قال أبو عبيدة لهما لما اخبراه بالرسالة ايخلع بغير سبب
صفحة ١٨٤