144

السير

الناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

تصانيف

ويجيبونهم به فأختاروا من يرفع الكتاب وكتبوا ما وقع به الخلاف وحمله الأمناء فلما بلغوا مصر صادفوا بها شعيبا أبا المعرف وشيعته وقصوا عليه الأخبار وما جرى من موت الإمام عبد الرحمن وأتفاق الناس على تقديم عبد الوهاب وذكر يزيد بن فندين الشرط الذي شرطه وسألوا سائر العلماء الذين بها وأتفقت الفتيا على أن الإمامة تامة والشرط باطل وقد كلف أهل المغرب لحمل ما كتبوا رسولين امينين عند الجميع فلما قدما مكة مع من معهم ألفوا بها الربيع بن حبيب ووائل بن أيوب ومخلد بن المعرد وغيرهم من المشايخ ففهموا ما سألوهم عنه وأتفق رأيهم على أن يكتبوا لهم جواب ما سالوا عنه ولم يالوا جهدا في النصح واجتهدوا في النظر لله ولدينه ولأهل دينه ثم كتبوا الكتاب وألقاه مخلد بن المعرد إلى عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة فدفعه اليه وأمره بنسخة ليكون حجة للمسلمين بعدهم.

ومن جملة ما تضمنه الكتاب:أن الإمامة تامة والشرط باطل وأن القول قوله وأنه مصيب وله ما صنع الا أشياء عأبوها عليه وأمروه أن يرجع عنها فكان قوله أنه لم يفعل ذلك فقال انه كان غلطا مني في كتاب كتبته في أسنان الابل ولم يكن يقصد.

وكان شعيب حين أخبره الرسولان بمصر عن أمر المغرب خرج من غير مشورة المسلمين ومشايخ مصر، بل نهاه خيارهم أن يخرج إلى المغرب.

فخرج ومعه أبو المتوكل من أصحابه وجماعة من شيعته فجدوا السير طمعا في الولاية. وقيل

صفحة ١٤٧