124

السير

الناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

تصانيف

وربطوا دوابهم في المسجد الجامع فخرج اليهم أبو الخطاب غضبا لله ولدينه وسبب ذلك أمرأة أرسلت اليه كتابا إن لها ابنة جعلتها في مطمورة خوفا عليها من ورفجومة وحكى ابن الرقيق ((عن بن حسان إن رجلا من الأباضية دخل القيروان فرأى ناسا من الورفجوميين كابروا أمرأة على نفسها والناس ينظرون ولم ينكروا ذلك عليهم فترك حاجته فأتى أبا الخطاب)) وقال بعض أصحابنا إن ورفجومة اخرجوا امرأة وهي تصيح يا معاشر المسلمين اغيثوني فلم يغثها أحد فبلغ الخبر أبا الخطاب وقيل ظلموا فصاحت يا أبا الخطاب فمد الله في صوتها فسمعها فقال لها لبيك ياأختاه إلى ثلاث مرار وبكى رضي الله عنه فنادى بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وصلى بهم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على النبي عليه السلام ورغب في الجهاد وأمر بالإستعداد فلما خرج من باب المسجد سل سيفه وكسر غمده غضبا لله وترغيبا للجهاد وكان عام قحط وسنة عسيرة وارض مجدبة فخرج بمن معه ممن رغب في إقامة الحق من أهل البصائر فأمدهم الله بالجراد يتزودون منه يرتحل بارتحالهم وينزل بنزولهم منه من الله عليهم فلما برزوا نادى مناديه من له أبوان كبيران أو واحدا أو عروس جديدة فليرجع بليل، فاذا أصبح أمر من ينظر الأثر هل رجع أحد ويخبر بالرجوع وكل ذلك يكرر الندا فلما أخبر بعدم الرجوع ولم يبق الا من له رغبة في الجهاد وعدتهم ستة الاف فخطب

صفحة ١٢٧