مسألة فاجابه ثم قال ائت بالربيع فلما حضر سأله فأجاب بغير جواب أبي عبيدة فراجعه أبو عبيدة فيه وقال الذي حفظت عنك كذا قال أو قد حفظت قال نعم قال للرجل انظر ما قال الربيع فخذ به فنه عني حفظ وكان أبو عبيدة في وقته ذلك في شكاية وكان الربيع اذا سئل عن مسألة قيل ويقال له اذا اجاب عمن اخذتها فيقول انما حفظت الفقه عن ثلاثة أبي عبيدة وضمام وابى نوح هذا قول احدهم ولم يكن يخفى عليه قول واحد منهم وسئل عن رجل مشتمل من البرد فيضع كساءه تحت قدميه ويسجد ويداه على الطيلسان قال هذا صنيعى الا أن يرى أبو المضا غير ذلك وكان أبو المضا من السند قد ادرك أصحاب النخيلة قال أبو المضا القول قولك ودخل عليه ابرهة بن عطية فقال يا أبا عمر رجل من اخوانك من أهل الشام فكان يختلف عليه ويسأله عن الفقه زمانا فحضر بعض المسلمين مجلسه فقال سلم على اخينا فسلم عليه فقال من أي البلاد قال من الشام قال من أي الشام قال من أهل الجزيرة قال لعلك ابن عطية قال نعم قال يا أبا عمرو هذا الذي أهلك أهل خراسان وأبوه قبله فلا يدخلن عليك قال الربيع اسرعت على الرجل فخرج الرجل فاتى وائلا والمعتمر وعبد الملك وجماعة من اصحابنا فاعلمهم فاتوا الربيع فقالوا قذفت ابن عطية فقال لا يجمل بمثلى أن أرد من ياتينى مع أن الرجل لم يسألنى عن شىء اكرهه قالوا فلا يدخلن عليك فاتى فاستأذن فحجبه فقال ما ظننت الربيع في فضله وعلمه وورعه وحلمه يرد مثلى وانما اسأله عما ينتفع الناس به عن امر دينهم فبكى وانصرف وارتحل من جواره وفي ايامه خالف عبد الله بن عبد العزيز وأبو المورج وشعيب وأصحابهم في الجمعة والمراة
صفحة ١٠٤