107

مواقف حلف فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

بيت الأفكار الدولية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنح، والرحمة سبقت الغضب وغلبته. ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد، فهلم إلى هذا السبب الأجلّ، والطريق الأعظم. اهـ لأن الله تعالى يحب المغفرة، والرحمة، ولا يريد أن يعذب عباده، فهو لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها، وتأمل الحديث الاتي حتى تتضح لك عظمة رحمته ومغفرته تعالى. عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم» «١» القران مليء بالايات التي تحث على التعرض لرحمة الله تعالى، فعسى أن يرحم الله من يأخذ بأسباب النجاة.

(١) مسلم: كتاب التوبة، باب: سقوط الذنوب بالاستغفار توبة، رقم (٦٨٩٩) (نووي/ ١٧/ ٦٨) .

1 / 115