208

سر صناعة الإعراب

الناشر

دار الكتب العلمية بيروت

رقم الإصدار

الأولي ١٤٢١هـ

سنة النشر

٢٠٠٠م

مكان النشر

لبنان

باب الضاد: الضاد حرف مجهور، وهو أحد الحروف المستعلية، وقد تقدم آنفا ذكرها١، ويكون أصلا لا بدلا ولا زائدا. فإذا كان أصلا وقع فاء وعينا ولاما، فالفاء نحو: ضعف وضبر٢، والعين نحو: حضن وحضر، واللام نحو: خفض وربض٣. فأما قولهم: نضنض لسانه ونصنصه إذا حركه، فأصلان، وليست الصاد أخت الضاد، فتبدل منها. وأخبرني أبو علي يرفعه إلى الأصمعي، قال: حدثنا عيسى بن عمر، قال سألت ذا الرمة عن النضناض، فأخرج لسانه فحركه، وأنشد: تبيت الحية النضناض منه ... مكان الحب يستمع السرارا٤ وقرأت عليه بإسناده قال: قال اللحياني: سمعت أبا زيد يقول: تضوك٥ في خرئه. قال: وسمعت الأصمعي يقول: تصوك. وهذان أيضا أصلان، حتى تقوم الدلالة على قلب أحدهما على صاحبه، وقد تقدم ذكر قانون٦ هذا، وكيف ينبغي أن يكون العمل فيه.

١ ورد ذكر الحروف المستعلية فيما سبق وهي: "الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والخاء، والغين، والقاف". ٢ ضبر: الشيء ضبرا: جمعه وشده. مادة "ض. ب. ر". اللسان "٤/ ٢٥٤٧". ٣ ربض: ربضت الغنم وغيرها من الدواب، ربضا وربوضا: طوت قوائمها ولصقت بالأرض وأقامت. والأسد فريسته: وقع عليها وتمكن منها. مادة "ربض". اللسان "٣/ ١٥٥٨". ٤ الحية: أنثى الثعبان. النضناض: التي تحرك لسانها. الحب: الحبيب. الشرح: تبيت إلى جواره حية رقطاء وكأنها محبوبته تتسمع منه الأخبار. الشاهد في كلمة "النضناض" كما شرحه المؤلف. إعراب الشاهد: النضناض: نعت مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة. ٥ تضوك في خرئه: التطخ به، والخرء يريد به حلقة الدبر. اللسان "٢/ ١١٢١". ٦ القانون الذي يشير إليه: هو أن الحروف يسهل إبدالها إذا توحدت في المخرج كالثاء والذال، والدال والتاء مثلا.

1 / 225