91

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

الناشر

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

عن الخطأ، فكثُر المصيب فيهم، وقل المخطئ، حتى كان عمر بن الخطاب ﵁ يقول مُعلنًا: «من أراد أن يسأل عن المال فليأتنا، فإن الله جعلني خازنًا» (١)، فهنيئًا لهم، ثم هنيئًا لهم بالذي تقرّ به العين. فالخازن الأمين المعطي ما أمر به أحد المتصدقين (٢)، ومن الأدلة على

= وأخرجه أحمد (٤/١٠٢)، والبخاري (٧١ و٣٣١٦ و٧٣١٢ و٧٤٦٠)، وفي «التاريخ الكبير» (٧/١٠)، ومسلم (١٠٣٧)، وأبو يعلى (٧٣٨٣) من حديث معاوية. وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند: أحمد (٣/٣٠١)، والبخاري (٣١١٤)، وفي «الأدب المفرد» (٨٣٩)، ومسلم (٢١٣٣) بلفظ: «تسمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فإني أبو القاسم أقسم بينكم»، وعند البخاري في «الأدب المفرد»: «فإني جعلتُ قاسمًا أقسم بينكم»، وانظر: «الصحيحة» (١٦٢٨) . (١) رواه الحاكم في «المستدرك» (٣/٢٧١) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، و(٣/٢٧٢- ٢٧٣) من طريق أبي عاصم، وابن سعد في «الطبقات» (٢/٣٤٨، ٣٥٩) عن الواقدي، وابن وهب -كما عند ابن القيم في «إعلام الموقعين» (٢/٣٨-٣٩- بتحقيقي) -، جميعهم عن موسى بن علي اللخمي، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال: «من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد المال فليأتني» . وصححه الحاكم في الموطن الثاني على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الحافظ في «الفتح» (٧/١٢٦)، وكلام الحاكم متعقب بأن الحسن بن موسى من شيوخ الطبراني، لم أظفر بقول فيه تجريح أو تعديل له. انظر: «الإكمال» (٧/٢١٥)، و«السير» (١٣/٥٣٤) . وعلى كل حال؛ فهو متابع، وموسى بن علي، وأبوه: لم يخرج لهما البخاري في «الصحيح»، وإنما في «الأدب المفرد»، وموسى صدوق ربما أخطأ، وأبوه ثقة، مات بعد المئة وعشرة، فهو لم يدرك عمر. (٢) أخرج البخاري (١٤٣٧)، ومسلم (١٠٢٣) عن أبي موسى الأشعري رفعه: «إنّ الخازن الأمين الذي يُنفِّذُ ما أمر به، فيُعطيه كاملًا موفَّرًا، طيّبةً به نفسُه، فيدْفعُهُ إلى الذي أُمر له به أحدُ المتصدِّقين»، فكلام المصنف مأخوذ من هذا الحديث. و«جعل الشرع الخازن أحد المتصدّقين، بحسنِ مساعدته على إيصال البرِّ، ولا يقتضي ذلك مساواته للباذل في قَدْرِ الأجر، لأنّ كونه مُتصدِّقًا لا يدُلُّ على ذلك» . قاله العز بن عبد السلام في «شجرة المعارف والأحوال» (ص ٢٥٤) . وفي الأصل فوق كلمة (المتصدقين) علامة إلحاق، وفي الهامش حيالها: «ينظر الورقة» . =

1 / 102