77

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

الناشر

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

وقال] (١) رسول الله ﷺ: «لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحةُ لمن اتقى خيرٌ من الغنى، وطيبُ النفس من النعيم» (٢)، أخرجه أحمد، وابنُ ماجه عن خبيبٍ الجهني. فمن تكون الدنيا [في يديه، ويؤدّي الحقوق منها، ويتطوّع بالأمور المستحبّة فيها، ولم تكن عائقةً له عن الوصول إلى الله تعالى، ولا لها في قلبه] (٣) مزيةٌ ولا يفخر بها خصوصًا على مَنْ دونَه (٤)، ولا يكون بما في يديه منها أوثق منه

= وإسناده صحيح، وصححه شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة» (تحت رقم ٥٥٩)، و«صحيح سنن ابن ماجه» (١٧٨٧) . (١) بدل ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، وأثبتّه من «الأجوبة المرضية» (٢/٥٨٧- ٥٨٨، ٣/١٠٠٢)، للمصنّف، وانظر ما ذكرناه في مقدمة التحقيق. (٢) أخرجه أحمد في «مسنده» (٤/٦٩ و٥/٢٧٢، ٣٨٠)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٣٠١)، وفي «التاريخ الكبير» (٥/٢٢)، وابن ماجه (٢١٤١)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٥٦٦)، والحاكم (٢/٣) -وصححه ووافقه الذهبي، وذكر أن صحابيه اسمه يسار بن عبد الله الجهني-، والبيهقي في «الشعب» (١٢٤٥ و١٢٤٦)، وفي «الآداب» (٩٦٥)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٦/٣٠٨٢ رقم ٧١٢٠)، والمزي في «تهذيب الكمال» (١٤/٤٥٠) من حديث معاذ بن عبد الله بن خُبيب الجُهني، عن أبيه، عن عمِّه: أن رسول الله ﷺ خرج عليهم وعليه أثر غسل وهو طيب النفس، فظننا أنه ألمَّ بأهله. فقلنا: يا رسول الله! نراك طيِّب النفس؟ قال: أجل، والحمد لله، ثم ذُكر الغنى، فقال رسول الله ﷺ: «إنه لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خيرٌ من الغنى، وطيبُ النفس من النِّعم» . هذا لفظ البخاري في «الأدب المفرد»، ولفظه عند أحمد: «كنا في مجلسٍ فطلع علينا رسول الله ﷺ وعلى رأسه أثرُ ماءٍ، فقلنا: يا رسولَ الله نراك طيِّبَ النفس، فقال: أجل، ثم خاض القومُ في ذكر الغنى، فقال رسول ﷺ: لا بأس بالغنى، ...» . وقال البوصيري في «زوائد ابن ماجه»: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وانظر: «السلسلة الصحيحة» (١٧٤) . (٣) بدل ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، والمثبت من «الأجوبة المرضية» (٢/٥٨٦ و٣/ ١٠٠١) للمصنف، ومن «جوابه» الذي بخطه، وهومرفق بآخر كتابنا هذا، والله الموفق، لا ربّ سواه. (٤) انظر ما قررناه في (مقدمة التحقيق) أن الفخر بالمال أسوأ مراتب العُجب.

1 / 88