141

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

الناشر

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

أدري لعلي إن أتيتُه فأصبت منه شيئًا أن يكون فساد قلبي وعملي، فلا يقربه حتى يموت بجهده ذلك. وبهذا الحديث يقيد إطلاق قوله ﷺ: «إن الله يحمي عبده المؤمن الدنيا» (١)، وما أشبهه من الأحاديث التي في التنفير عنها، ولذلك كان أنس ﵁ يقول: «اللهم إني من عبادك الذين لا يصلحهم إلا الغنى» (٢) . وصحّ أنه ﷺ قال: «والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له» (٣) . وقال -تعالى-: ﴿فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ. كَلاَّ﴾ [الفجر:١٥] يقول سبحانه: ليس كل من كثّرتُ عليه الدنيا أكون قد أكرمتُه، ولا كل من قدّرتها عليه أكون قد أهنته، بل قد أوسعها على أعدائي إملاءً واستدراجًا، وقد أُقدِّرُها على

(١) سبق تخريجه (ص ١٣٥) . (٢) قطعة من حديث تقدم (ص ١٤٧)، وأوله: «يقول الله ﷿: إنّ من عبادي ...»، وبيَّنَّا ضعفه هناك. (٣) لم نجده بهذا اللفظ إلا أن الإمام مسلمًا أخرج في «صحيحه» (٢٩٩٩) بلفظ: عن صهيب قال: قال رسولُ الله ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له» . وهو عند أحمد (٤/٣٣٢ و٦/١٥، ١٦)، وابن حبان (٢٨٩٦)، والطبراني (٧٣١٦، ٧٣١٧)، والبيهقي (٣/٣٧٥)، وفي «الشعب» (٩٩٤٩)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٥٩٦)، وأبي نعيم في «الحلية» (١/١٥٤) . وفي الباب عن أنس عند أحمد (٣/١١٧، ١٨٤ و٥/٢٤)، وابن حبان (٧٢٨) . وعن سعد عند الطيالسي (٢١١)، وأحمد (١/١٧٣)، والبغوي في «شرح السنة» (١٥٤٠)، والبيهقي (٣/٣٧٥-٣٧٦) بأسانيد حسنة وصحيحة.

1 / 152