قال جريجوار: ولكنك مع ذلك لست حرا.
أجابه إيفان: وماذا تعني بالحرية؟
قال: أن تتوجه أنى تشاء متى تشاء.
أجابه السائق: إني إذن حر؛ لأني مطلق التصرف أفعل ما أريد.
قال جريجوار: لو فرضنا أنك حر في التصرف، فإنك تبقى طول دهرك فقيرا محروما.
أجابه السائق، وهو بين كل جملة وأخرى يرفع لشفتيه قدحا من الخمر: كذبت، فلن تنقصني الدراهم ما دامت سيدتي فاننكا الكريمة في الحياة.
قال جريجوار: لقد عرفتها كريمة بالجلدات لا بالدراهم.
فقال خادمان من قصر شرميلوف كانا جالسين مع المتحاورين: حقيقة إن لإيفان مقاما مخصوصا بين خدمة القصر، حتى إن مولاتنا لا تعامله إلا معاملة الأسياد.
فقهقه جريجوار، ورفع قدحه ساخرا قائلا: في محبة السيد إيفان.
فتأثر إيفان من ذلك التهكم، وقال: نعم، إن لي مقام الأسياد، وذلك لأن أسيادي تخشاني وتطيعني إذا ما أمرت.
صفحة غير معروفة