36

سر الاعتراف

تصانيف

فأجابته فاننكا: وكيف ذلك يا أبتي؟

قال: ألم يبتعد عنا فيدور بسبب حبه لك؟

أجابته: نعم.

قال الجنرال: إذن فمتيسر له العود الآن.

فصمتت فاننكا وارتجفت شفتاها، وبعد برهة من السكوت قالت: العود ...

أجابها الجنرال مبتسما: نعم العود؛ لأن بعده عنا يؤلمنا، فاجتهدي يا فاننكا في معرفة مقره وعلي إتمام الباقي.

قالت الفتاة بصوت يكاد يقطعه اليأس: ما من أحد يعلم مقر فيدور، نعم، ما من أحد إلا الله.

فصاح بها الجنرال قائلا: ماذا تقولين؟ ألم يراسلك إذن أو يحطك علما على الأقل بمكانه منذ سفره؟

فهزت الفتاة رأسها علامة السلب، وقد حال حزنها وضيق صدرها دون الكلام، فانقبض الجنرال لذلك وسألها قائلا: وهل تخشين أن يكون أصابه حادث؟

أجابته فاننكا وقد بلغ منها الحزن مبلغا عظيما: إنني أخشى ألا يعود لي صفو ولا راحة في هذه الحياة الدنيا.

صفحة غير معروفة