فأجابته فاننكا: وكيف ذلك يا أبتي؟
قال: ألم يبتعد عنا فيدور بسبب حبه لك؟
أجابته: نعم.
قال الجنرال: إذن فمتيسر له العود الآن.
فصمتت فاننكا وارتجفت شفتاها، وبعد برهة من السكوت قالت: العود ...
أجابها الجنرال مبتسما: نعم العود؛ لأن بعده عنا يؤلمنا، فاجتهدي يا فاننكا في معرفة مقره وعلي إتمام الباقي.
قالت الفتاة بصوت يكاد يقطعه اليأس: ما من أحد يعلم مقر فيدور، نعم، ما من أحد إلا الله.
فصاح بها الجنرال قائلا: ماذا تقولين؟ ألم يراسلك إذن أو يحطك علما على الأقل بمكانه منذ سفره؟
فهزت الفتاة رأسها علامة السلب، وقد حال حزنها وضيق صدرها دون الكلام، فانقبض الجنرال لذلك وسألها قائلا: وهل تخشين أن يكون أصابه حادث؟
أجابته فاننكا وقد بلغ منها الحزن مبلغا عظيما: إنني أخشى ألا يعود لي صفو ولا راحة في هذه الحياة الدنيا.
صفحة غير معروفة