سر الفصاحة
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م
وانني حيثما يسرى الهوى بصري ... من حيث ما نظروا أدنوا فانظور١
يريد أدنو فانظر. وقال الآخر:
تنفي يداها الحصا في كل هاجرة ... نفي الدراهيم تنقاد الصياريف٢
يريد الدراهم والصيارف.
وقد يكون إيراد الكلمة على الوجه الشاذ القليل وهو أردأ اللغات فيها لشذوذه.
والكثير أبدًا خفيف كما يقول النحويون في خفة الأسماء لكثرتها. ومن هذا قول البحتري:
متحيرين فباهت متعجب ... مما يرى أو ناظر متأمل
فقوله باهت لغة رديئة شاذة. والعربي المستعمل بهت الرجل يبهت فهو مبهوت ومنه قول المتنبي:
وإذا الفتى طرح الكلام معرضًا ... في مجلس أخذ الكلام اللذعنا٣
فإن اللذ في الذي لغة شاذة قليلة. ومنه قوله أيضًا:
ايفطمه التوراب قبل فطامه ... ويأكله قبل البلوغ إلى الأكل٤
فالتوراب لغة في التراب شاذة غير كثيرة.
_________
١ هذا البيت للفراء.
٢ هو للفرزدق والضمير في يديها للناقة.
٣ هو من قصيدة له في مدح بدر بن عمار والاعتذار إليه عن تخلفه عنه.
٤ هذا البيت للمتنبي أيضا وهو في رثاء ابن سيف الدولة.
1 / 81