224

سر الفصاحة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى: يطعنهم ما ارتموا حتى إذا أطعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاروبا اعتنقا وهذا تقسيم صحيح. ومنه قول الحارثي: فكذبت طرفي عنك والطرف صادق ... وأسمعت أذني فيك ماليس تسمع وما أسكن الأرض التي تسكنينها ... لئلا يقولوا صابر ليس يجزع فلا كمدي يغنى ولا لك ذمة ... ولا عنك إقصار ولا فيك مطمع لقيت أمورًا فيك لم ألق مثلها ... وأعظم منها منك ما أتوقع وهذا كلها أقسام صحيحة. ومن أمثلة ذلك في النثر قول بعضهم في كتاب له: فإنك لم تخل فيما بدأتني به من مجد أثلته أو شكر تعلجته أو أجر ادخرته أو متجر اتجرته أو من أن تكون جمعت ذلك كله فلم يبق في هذا المعنى قسم لم يأت به ولا من الأقسام شئ تكرر. فأما الأقسام الفاسدة فكقول جرير: صارت حنيفة أثلاثًا فثلثهم ... من العبيد وثلث من مواليها فهذه قسمة فاسدة من طريق الاخلال لأنه قد أخل بقسم من الثلاثة. قيل: إن بعض بنى حنيفة سئل من أي الأثلاث هو من بيت جرير فقال: هو من الثلث الملغي. ومنها قول أبي تمام:

1 / 236