سر الفصاحة
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م
تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم ... إلى مستراح من حمام مبرح١
لأن تقديره: قلت لقوم رزح في الكنيف عشية بتنا عند ما وان تروحوا تنالوا الغنى - ففصل بين الصفة والموصوف والأمر وجوابه.
فأما قول أبي الطيب:
المجد أخسر والمكارم صفقة ... من أن يعيش لها الهمام الأروع٢
فجار هذا المجرى وفيه تقديم وتأخير وفصل بين الصلة والموصول وتقديره: المجد والمكارم أخسر صفقة.
أما قول الفرزدق:
فليست خراسان التي كان خالد ... بها أسد إذ كان سيفًا أميرها
فإن جماعة من النحويين قالوا: أنه يمدح خالدًا ويذم أسدًا وكانا واليين بخراسان وخالد قبل أسد. وتقدير البيت فليست خراسان بالبلدة التي كان خالد فيها سيفًا إذ كان أسد أميرها ويكون رفع أسد مكان الثانية وأميرهما نعت له وكان في معنى وقع أو يكون في كان ضمير الشان والقصة ويكون أسد وأميرها مبتدأ وخبرًا في موضع خبر الضمير وقال أبو سعيد السيرافي: إن تقدير البيت عنده أن يجعل أسدًا بدلًا من خالد ويجعله هو خالد على سبيل التشبيه له بالأسد فكأنه قال فليست خراسان التي كان بها أسد إذ كان سيفًا أميرها ويجعل سيفًا خبرًا لكان الثانية ويجعل أميرها الاسم. وعلى التأويلين معًا فلا خفاء بقبح البيت والتعسف فيه ووضع الألفاظ في غير موضعها والفرزدق أكثر
١ قوله: أو تبلغوا بنفوسكم إلى مستراح بمعنى أو تقتلوا. ٢ هذا البيت من قصيدة له في رثاء أبي شجاع فاتك.
1 / 112