ولا تصغا {{تصغ}} إلى كلام الجهال الذين يعتقدون لأن {{بأن}} علم النجوم علم غيب لا يوصل إليه ويجهل أن علمه في الأول لم يكن عن وحي من الله عز وجل أو من يعتقد علمه مما يكذب بما يندر به وأنا أقول أن تقدمة علمه واجب لازم لأن الانسان وإن كان غير ناج فما قدر عليه، فهو يوطن نفسه ويقدم موانعه بحسب استطاعته كما يفعل الناس لدفع برد الشتآء بجميع العدة من إصلاح الكن وأعواد الحطب والفراء وغير ذلك مما تستدفع به مضرته وكذلك أيضا لحر الصيف بأنواع المبردات وكذلك أيضا سنين الغلاء {وكذلك} من خوف الفتن بالهرب منها وخصلة أخرى وهي أنه متى علم الناس بالحوادث قبل كونها أمكنهم أن يستدفعوا الله إياها ويتقدموا قبل نزولها بالدعآء والتضرع إليه والاستقالة {{والاستقامة}} والتوبة والإنابة والقرابين B والسؤال لله أن يصرف عنهم ما يخافون ويدفع عنهم.

يا إسكندر، راع وزيرك بأكثر من مراعاتك لنفسك وشاوره في قليلك وكثيرك وأدنه من مجالستك، فإنه زينك في الملأ وأنسك في الخلاء وساترك في البأسآء والضرآء واعتبر الفرز مع الشاه في الشطرنج عند كونه معه وذهابه عنه فإنه أصح مثل في هذا المعنى ولا تعتقد أن رياسة {{رئاسة}} تقوم دون وزير فإنه من المحال.

المقالة الثالثة في صورة العدل.

صفحة ١٤