============================================================
والعلماء العاملين، فإذا جلس المؤمن الموحد في الخلوة بالتوبة والتلقين [مع] هذه الشرائط المذكورة خلص الله عمله، ونور الله قلبه، ولين جلده، وطهر لسانه، وجمع حواسه من الظاهر والباطن، ورفع عمله إلى حضرته، وسمع دعاءه(1)/ كما يقول: سمع [9 1/5
الله لمن حمده(2) أي : قبل الله دعوته وثناءه وتضرعه، وأنال عوضه إلى عبده من القربة و944 4ي142 والدرجة كما قال الله تعالى: إليه يصعدا لكلم الطيب والعمل الضللح يرفعه) (سورة فاطر 10/35].
والمراد من الكلم الطيب : آن يحفظ لسانه من اللغويات(2) بعد كونه آلة لذكر الله
تعالى وتوحيده كما قال الله تعالى : قدافلح المؤمنون * آلذين هم في صلاتهم
خشعون * والزين هم عن اللغومعرضور} (سورة المؤمنون 1/23-3) فيرفع الله العلم والعمل والعامل إلى قربته ورحمته ودرجاته بالمغفرة والرضوان.
وإذا (حصلت] للخلوتي [هذه المقامات] كان قلبه كالبحر لا يتغير بايذاء الناس كما قال رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم : كن بحرا/ لا يتغير فتموت [59 اب] (البريات) النفسانية فيه كما غرق فرعون واله في البحر، ولم يفسد البحر، ثم تكون (1) قال القشيرى في الرسالة ، 86 : جاء رجل إلى زيارة أني بكر الوراق، فلما أراد أن يرجع قال له : أوصني . فقال : وجدت خير الدنيا والآخرة في الخلوة والقلة، وشرهما في الكثرة والاختلاط وقال : سمعت الشبلي يقول : الافلاس الافلاس ياناس . فقيل له يا أبا بكر : ما علامة الافلاس؟ قال : من علامة الافلاس الاسعناس بالناس.
(2) أخرج البخاريي في "صحيحه ه ، كثاب صفة الصلاة، باب : فضل اللهم ربنا ولك الحمد، 763، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : " إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد، فإته من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه * (3) أخرج الترمذي في " الجامع الصحيحه، كتاب الزهد، باب : ما جاء في حفظ اللسان، 2406، عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله: ما النجاة؟ قال : " أميك عليك لسانك، وليسمك بيتك ، وابك على خطيئتك" قال القشيري في "الرسالة، 97 98: الصمت سلامة، وهو الأصل، وعليه ندامة إذا ورد عنه الزجر، فالواجب أن يعتبر فيه الشرع والأمر والنهي ، والسكوت في وقته صفة الرجل كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال . وقيل : إن أبا حمزة البغداديي كان حسن الكلام، فهتف به هاتف : تكلمت فأحست، بقى آن تسكت فتحن فما تكلم بعد ذلك حتى مات 125
صفحة ١٢٦