============================================================
واله وسلم) : " أغدى أغدائك تفسك التي بين جنبيك "(1). فلا تحصل محبة الله (تعالى) إلا بعد قهر الأعداء في وجودك من النفس الآمارة واللوامة والملهمة، فتطهر من الأخلاق الذميمة البهيمية ، كمحبة زيادة الأكل والشرب والنوم ، واللغو والسبعية كالغضب والشتم والضرب والقهر، والشيطانية كالكبر والعجب والحسد والحقد وغير ذلك [ من الآفات البدنية والقلبية) . وإذا تطهرت منها فقد) تطهرت من أصل [1/21) الذنوب ، فأنت من المتطهرين والتوابين كما قال الله تعالى : { إن الله يحب التوابين وئحثا لمتطهري} [سورة البقرة 222/2) . فمن تاب عن مجرد ظاهر الذنب لا يدخل في هذه الآية، وإن كان تائبا، لكن ليس بتواب . فإنه لفظ المبالغة، والمراد منه توبة الخواص.
مثال من يتوب عن مجرد الذنوب الظاهرة كمن يقطع حشيش الزرع من فرعه ولا يشتغل بقلعه من أصوله، فينبت ثانيا لا محالة، بل اكثر ثما ينبت أولا .
ومثال التواب من الذنوب والأخلاق الذميمة كمن يقطعه من أصوله، فلا جرم ( أنه) لا ينبت بعده إلا نادرا .
فالتلقين الة قطع ما سوى الله تعالى من قلب [ المتلقن ؛ لأن من] لم يقطع الشجر المر/ [لا يصل إلى الشجر) الحلو موضعه، فاعتبر، فافهم ، كما قال الله تعالى : [21 /ب] وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات.. [سورة الشورى 25/42) وكما قال الله تعالى: .. من تاب وامن وعمل صالحا فأولئك ييدل الله سيئاتهم حسنات..[سورة الفرقان 70/25].
فالتوبة على نوعين (2) : توبة العام. وتوبة الخاص .
(1) ذكره الغزالي في " الاحياء، ج4/3 قال العراق في " المغني"، ج 4/3 : أخرجه البيهقى في والوهد الكير"، (343) من حديث اين عباس، وفيه محمد ين عبد الرحمن بن غزوان آحد الوضاعين . وأخرجه الديلمي في " الفردوس، كما ذكره المتفي الهندتي في "كنز العمال،، ج431/4.
(2) قال القشيري في " الرسالة ، 79س8: سعل سهل بن عبد الله عن التوبة 9 فقال : أن لا تنسى ذنبك .
-19
صفحة ٧٠