الإله قط لا ندينا ولو عبدنا غيره شقينا وقال لما دميت إصبعه هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت قلنا سلف ما يصلح جوابا عنه.
قالوا ويجوز كون ما ظهر على يده سحرا قلنا السحر يعارض والمعجزة لا تعارض ولو فتح باب السحر لجاز أن يقال في كل عالم بل في كل صانع إنه ساحر على أن السحر علم يتمكن به من إحداث ما لا يقدر عليه مثله وقد كان علما ثم انقطع لما أحرق المسلمون كتب الأكاسرة المصنفة فيه من الفلاسفة
تذنيب
قالت الفلاسفة النبوة جعلت لتقرير الشريعة التي هي سياسة الدنيا ومن ثم كل من لازم الشرعيات تهذبت أخلاقه وحسنت أفعاله وتقدس في نفسه وأقبل بفكره على زهده ورمسه ونظر بعين بصيرته فعرف الرب وما يفاض عنه بعنايته فالشرعيات ألطاف في العقليات وهذا خيال منهم لأن أهل كل دين يحدث ذلك في عبادهم وأكابرهم من الصابئة والرهبان والأحبار وعباد الأوثان فإنهم يجدون أنفسهم خائفة مستحية من أوثانهم أن يقدموا على رذائل الأفعال وقبائح الأقوال فالقائلون من الفلاسفة بالنبوات رجعوا بها إلى هذا الباب وقد عرفت ما فيه من الذهاب عن الصواب لأنا حينئذ لا نعرف النبي المختار من الرهبان والأحبار ونحكم بصحة الأديان المتناقضة وهذه مقالة داحضة
الفصل الثامن محمد رسول الله خاتم الأنبياء
لقوله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ولقوله(ص)بعد ثبوت صدقة لعلي ع
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
وبالجملة فذلك معلوم بالضرورة من دينه ع.
صفحة ٦١