وهكذا عمرت المدينة وازدهرت ساحاتها وأروقتها وأسواقها، ورأى سكانها أن يطلقوا عليها اسم الوزير الحكيم «يثرب».
وساعد الملك التبع ذو اليزن وزيره في تعمير المدينة التي أعطاها اسمه، باذلا كل عون، إلى أن استقامت «يثرب» زاهرة، تفيض عمرانا وعطاء.
فما كان من الوزير إلى أن كتب معلقته الشهيرة للملك ذو اليزن، التي دونت على رقائق الذهب وعلقت بالكعبة الشريفة، وفيها يقول الوزير «يثرب».
أيا ملك في هذه الأرض قد سما
جللت بيت الله خزا مزركشا
يحير عيون الناظرين مرقما
وساعدتني حتى بنيت مدينتي
يهاجر إليها سيد الأرض والسما
ويظهر - يوما - دين الحق شرقا ومغربا.
فلقد كان الوزير «يثرب»، وعقب نزوله ربوع هذه الأرض، واختلاطه بأهلها وطوافه على طول بواديها ووديانها، كمن يستشف أمرا جللا هائلا سيحل يوما بها.
صفحة غير معروفة