سيرة الامام أحمد بن حنبل
محقق
الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد
الناشر
دار الدعوة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٤هـ
مكان النشر
الاسكندرية
بَاب ذكرى مَا جرى بَين أبي وَرَسُول المتَوَكل
بعد عودة من المعسكر
قَالَ أَبُو الْفضل وَقدم المتَوَكل فَنزل الشماسية يُرِيد الْمَدَائِن فَقَالَ لأبي يَا صَالح أحب أَن لَا تذْهب الْيَوْم وَلَا تنبه على قَلما كَانَ بعد يَوْم وَأَنا قَاعد خَارِجا وَكَانَ يَوْم مطر إِذا يحيا بن خاقَان قد جحاء والمطر عَلَيْهِ فِي منْكب عَظِيم فَقَالَ صبحان الله لم تصل إِلَيْنَا حَتَّى نبلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ السَّلَام على شيخك حَتَّى وَجه بِهِ ثمَّ نزل خَارج الزقاق فجهدت بِهِ أَن يدْخل على الدَّابَّة فَلم يفعل فَجعل يَخُوض فِي الْمَطَر فَلَمَّا صَار إِلَى الْبَاب نزع جرموقه وَكَانَ على خفه وَدخل وَأبي فِي الزاوية قَاعد عَلَيْهِ كسَاء مربع وعمامة والستر الَّذِي على الْبَاب قِطْعَة خيش فَسلم عَلَيْهِ وَقبل جَبهته وَسَأَلَهُ عَن حَاله وَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول كَيفَ أَنْت فِي نَفسك وَكَيف حالك وَقد أنست بقربك ويسألك أَن تَدْعُو لَهُ فَقَالَ مَا يَأْتِي عَليّ يَوْم إِلَّا وَأَنا أَدْعُو الله لَهُ
ثمَّ قَالَ قد وَجه معي ألف دِينَار تفرقها على أهل الْحَاجة
فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا زَكَرِيَّا أَنا فِي الْبَيْت مُنْقَطع عَن النَّاس وَقد أعفاني من كل مَا أكرهه
فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله الْخُلَفَاء لَا يحْتَملُونَ هَذَا
فَقَالَ يَا أَبَا زَكَرِيَّا تلطف بذلك
فَدَعَا لَهُ ثمَّ قَامَ فَلَمَّا صَار إِلَى الدَّار رَجَعَ وَقَالَ أهكذا كنت لَو وَجه إِلَيْك بعض أخوانك تفعل
1 / 123