سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم المصري ت. 214 هجري
57

سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

محقق

أحمد عبيد

الناشر

عالم الكتب-بيروت

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

مكان النشر

لبنان

واصبر على مَا أَحْبَبْت وقف نَفسك فِي كل سر وَعَلَانِيَة عِنْد الَّذِي ترجو بِهِ النجَاة عِنْد ذَلِك حَتَّى تفارق الَّذِي أَنْت فِيهِ فَإِن ذَلِك لَعَلَّه أَن يكون إِلَى قريب وَأَنت محسن ومأجور وتذكر مَا سلف مِنْك من عَمَلك فِيمَا سلف مِمَّا لَا تحب فأصلحه قبل أَن يتَوَلَّى صَلَاحه غَيْرك وَلَا يكبر عَلَيْك فِي ذَلِك قَول النَّاس إِذا علم الله أَنَّك تجْعَل ذَلِك لَهُ فَإِنَّهُ سيكفيك المؤونة فِي عَاجل الْأَمر مَعَ مَا يدّخر لَك من الْخَيْر فِيمَا عِنْده وَكن لمن ولاك الله أمره ناصحا فِيمَا بَعثك إِلَيْهِ من أُمُورهم فِي دينهم وأعراضهم واستركل مَا اسْتَطَعْت من عَوْرَاتهمْ إِلَّا شَيْئا أبداه الله لَا يصلح لَك ستره واملك نَفسك عَنْهُم إِذا هويت وَإِذا غضِبت حَتَّى يكون ذَلِك فِيمَا اسْتَطَعْت مستويا حسنا وَإِذا سَبَقَك أَمر أَو سلف مِنْك هوى أَو غضب فراجع أَمرك فقد رَأَيْت حَقًا أَن أكتب إِلَيْك بِالَّذِي كتبت بِهِ مِمَّا اسْتَطَعْت ونستعين بِاللَّه ونسأله أَن يصلح لنا عَملنَا وَيَكْفِينَا مؤونة مَا نَحن فِيهِ ومؤونة مَا نرْجِع إِلَيْهِ فِيمَا بعد الْمَوْت بِأَحْسَن كِفَايَة وَالسَّلَام كِتَابه إِلَى الْخَوَارِج أَيْضا قَالَ وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز من عبد الله عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى هَذِه الْعِصَابَة أما بعد أوصيكم بتقوى الله فَإِنَّهُ ﴿وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه إِن الله بَالغ أمره قد جعل الله لكل شَيْء قدرا﴾ أما بعد فقد بَلغنِي كتابكُمْ وَالَّذِي كتبتم فِيهِ إِلَى يحيى بن يحيى

1 / 79