سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم المصري ت. 214 هجري
46

سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

محقق

أحمد عبيد

الناشر

عالم الكتب-بيروت

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

مكان النشر

لبنان

وَقَالَ ﴿مَا أَفَاء الله على رَسُوله من أهل الْقرى فَللَّه وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل كي لَا يكون دولة بَين الْأَغْنِيَاء مِنْكُم وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا وَاتَّقوا الله إِن الله شَدِيد الْعقَاب﴾ ثمَّ سمي فِي هَؤُلَاءِ الْآيَات الَّذِي للْمُسلمين فَلَيْسَ لأحد مِنْهُم قسم إِلَّا وَهُوَ فِي هَذِه الْآيَات فَقَالَ ﴿للْفُقَرَاء الْمُهَاجِرين الَّذين أخرجُوا من دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله وَرَسُوله أُولَئِكَ هم الصادقون﴾ وَأهل هَذِه الْآيَة من خرج من بِلَاده مُهَاجرا إِلَى الْمَدِينَة وَلَيْسَ فيهم الْأَنْصَار ثمَّ قَالَ ﴿وَالَّذين تبوؤوا الدَّار وَالْإِيمَان من قبلهم يحبونَ من هَاجر إِلَيْهِم وَلَا يَجدونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة وَمن يُوقَ شح نَفسه فَأُولَئِك هم المفلحون﴾ وَأهل هَذِه الْآيَة من كَانَ بِالْمَدِينَةِ من الْأَنْصَار فَإِن هِجْرَة رَسُول الله ﷺ كَانَت إِلَيْهِم ثمَّ قَالَ فِي الْآيَة الثَّالِثَة وَهِي الَّتِي جمعت حَظّ من بَقِي من الْمُسلمين بعد هذَيْن الصِّنْفَيْنِ الْأَوَّلين فِي الْإِسْلَام وَقسم المَال ﴿وَالَّذين جاؤوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم﴾ فهم جمَاعَة من بَقِي من أهل الْإِسْلَام وَمن هُوَ دَاخل فِيهِ بعد الْهِجْرَة الأولى حَتَّى تَنْقَضِي الدُّنْيَا فَفِي الَّذِي علمكُم الله من كِتَابه وَالَّذِي سنّ رَسُول الله ﷺ من السّنَن الَّتِي لم تدع شَيْئا من دينكُمْ وَلَا دنياكم نعْمَة عَظِيمَة وَحقّ وَاجِب فِي شكر الله كَمَا هدَاكُمْ وعلمكم مَا لم تَكُونُوا تعلمُونَ فَلَيْسَ لأحد فِي كتاب الله وَلَا فِي سنة رَسُول الله ﷺ أَمر وَلَا رَأْي إِلَّا إِنْفَاذه والمجاهدة عَلَيْهِ وَأما مَا حدث من الْأُمُور الَّتِي تبتلى الْأَئِمَّة بهَا مِمَّا لم يحكمه

1 / 68