سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم المصري ت. 214 هجري
117

سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

محقق

أحمد عبيد

الناشر

عالم الكتب-بيروت

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

مكان النشر

لبنان

كتاب عمر إِلَى عماله فِي عزل الْمُشْركين وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عماله أما بعد فَإِن الْمُشْركين نجس حِين جعلهم الله جند الشَّيْطَان وجعلهم ﴿بالأخسرين أعمالا الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا﴾ فَأُولَئِك لعمري مِمَّن تجب عَلَيْهِم باجتهادهم لعنة الله ولعنة اللاعنين إِن الْمُسلمين كَانُوا فِيمَا مضى إِذا قدمُوا بَلْدَة فِيهَا أهل الشّرك يستعينون بهم لَعَلَّهُم بالجباية وَالْكِتَابَة وَالتَّدْبِير فَكَانَت لَهُم فِي ذَلِك مُدَّة فقد قَضَاهَا الله بأمير الْمُؤمنِينَ فَلَا أعلم كَاتبا وَلَا عَاملا فِي شَيْء من عَمَلك على غير دين الْإِسْلَام إِلَّا عزلته واستبدلت مَكَانَهُ رجلا مُسلما فَإِن محق أَعْمَالهم محق أديانهم فَإِن أولى بهم إنزالهم مَنْزِلَتهمْ الَّتِي أنزلهم الله بهَا من الذل وَالصغَار فافعل ذَلِك واكتب إليم كَيفَ فعلت وَانْظُر فَلَا يركبن نَصْرَانِيّ على سرج وليركبوا بالأكف وَلَا تركبن امْرَأَة من نِسَائِهِم رَاحِلَة وَليكن مركبها على إكاف وَلَا يفحجوا على الدَّوَابّ وليدخلوا أَرجُلهم من جَانب وَاحِد وَتقدم فِي ذَلِك إِلَى عمالك حَيْثُ كَانُوا واكتب إِلَيْهِم كتابا فِي ذَلِك بِالتَّشْدِيدِ واكفنيه وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه كِتَابه فِي أَن يكون لِلنَّصَارَى هَيْئَة تميزهم وَأَن يجمع السِّلَاح مِنْهُم وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز الى الْآفَاق أَن لَا يَمْشين نَصْرَانِيّ إِلَّا مفروق الناصية وَلَا يلبس قبَاء وَلَا يمشي إِلَّا بزنار من جُلُود وَلَا يلبس طيلسانا وَلَا سَرَاوِيل ذَات خدمَة وَلَا نعلا لَهَا عذبة وَلَا يوجدن فِي بَيته سلَاح إِلَّا انتهب

1 / 140