============================================================
حتى أتوا الي هبد الصليب وقبلوا الارض بين يديه وأعطوه الكتاب فأخذه وقرأه وعلم ما فيه من معناه وقد كان فيه خطابا من البطرك كرسميول الى بين أيادى عبد الصليب اعلم أننا أتنا نعلم البنت هذه المدة حتى تعلمت وثمت نعليم وفهمت الانجيل والتحريم والتحليل وكان مرادنا اقامتها عندنا بالدير غيرانه حضر اصفوط اللعين الممقوت وفعل كذا وكذا وآعاد عليه ما جرى من آول الامر الى آخره وكشف له عن باطنه وظاهره وقد راجعته عن ذلك جهدي فا ارتجع وعن ابنتك ما امتنع فارسلتها اليك خوفا عليها منه ولولا آن المسيح حمانى منه لكان قتلى فالحمد للمسيح على سلامتى وسلامة ابنتك وانها وصلت الي عندك بالحياة فأحضر لها يطركا من عندك يسمع لها خوفا من ان اللعين يأنى اليها ويقتلها ويحرمك طلعتها شكر يا مسيح والسلام قال فلما قرأ الكتاب وفهم ما فيه من الخطاب صعب ذلك عليه وكبر لديه والتفت الى وزرائه وقال لهم انى اريد ان أركب وأدور على هذا الملعون وأقته أشر قتلة وأقبح به أقبح مثلة فقال له وزير ميمنته اعلم أيها الملك السعيد واللواء الرشيد آن هذا الامر قريب غير بعيد وأنا أدبرك تدبير تقتل به هذا الخنزير فقال له وكيف ذلك يا وزير الزمان ومشير أهل العرفان فقال له احضر خزنة مال وهدية سنية وأرسل ذلك مع أربع أتفار را كبين على الخيول العربية وآمرهم أن يدورون على خصمك
فاذا راوه بقبلو يديه ويثنوا عليه ويقولون له قد وصل جميلك ومايضيع ذلك الجميل عتد كل حر نبيل ونحن شكرنا المسيح الذي قدر بهذا الفعل المليح وجعل فتح الكشتوان على يدأ كبر الرهبان وقد وصل الخبر الي أبيها ففرح يذلك غاية الفرح فوأرسل لك هذه الحدية على قدر مقامه لا على قدر مقامك مكافأة لاحسانك ثم يدفعوا اليه خزنة المال والجوهر والهدية وانظر ماذا يحرى فقال له الملك وكيف يكون من ذلك اذا أخذهم وهاد الى حال سبيله فلم يفدنا من ذلك الا فقد الاموال فقال له اعلم اني أقول ان صح هذا التدبير لابدآن
صفحة ٦٩