============================================================
بذلك الكلام غار على مصر وأمر بتجهيز العساكر وجائهم من كل قطر ودفع لطم الاموال حتى ضار في ركبة عظيمة وقال لابد أن أملك أرض مصر فانا آحق بهامن الذى هو مالكها ثم آنه جمل على ارض الموصل نايبا من الرجال واوصاء بحفظ الارض وسار بمن معه من بلد الى بلد ومن محل الى صحل حتى وصل الي ارض حلب احط عليها وقد تواصلت الاخبار الى نائب حلب فاغلق الابواب ورفع الحصارات وخرجت هليه جلل المدافع فخحط على حد رمى النار ونزلت العساكر والرجال وكان فى مراده ان يملك حلب وبجعل دماء أهلها منسكب فابلاء الله تعالى بالمرض الشديد الذي ماعليه من مزيد فأيس من الدنياوظن انه لاحق بالاخرة وقد ازداد مرضه ولم يملك غرضه هذا وقد أقبلت اليه الاطباء والحكماء وصاروا يداووه ويعالجوه ويلاطفوه كل ذلك ولم يقده شيء بل زاد فى عياه وكرانينه وشكواه و تألمه وبكاه وقد انتهت رجاله بمرض سيدهم قانحلت عزايهم وانكسرت شكوتهم وقلت همتهم فهذا ماكان من أمر هؤلاء قال الراوي وأما ماكان من أمرنائب حلب فانه سطر كتاب وارسله مع سيار وقال له عليك بارض مصر فأخذا لسيار الكتاب وساريجددالسير فى الفيافى والادوية والشعاب وهو قاصد الى ذلك الرحاب فهذاما كان منه وآما ما كان من أمر الملك فانه بات وأسبح مثلك يصلى على نبى له الورد فتح ظهر جلس على التخت أحدقت له الرجال أيدأهم بالسنة ردوا عليه بالفريضة الشرعية بسط أياديه قرأ الفاتحة وقال اللهم اهد ثوابها الى جملة الفاخرين والمارفرين الى روح الملك الذين تقدموا قبل وبعد ثم جلس وتكامل الديوان قرأ المقري آية من القرآن وختم رفى المرقى وختم دعا الداعى وختم صاح جاويش الديوان وهو يقول الملك لله دون الورى وكل ماسوي الله باطل كل ما تراه عيناك فانيا وكل فرح وحزن زايل فلا يدوم سوى الآله ولايبقى الاالكريم المادل
صفحة ٦٣