وبالطبع، فإن الجامع ما يزال قائما إلى أيامنا - كما ذكرنا - ويعرف بجامع السلطان حسن.
ولم يمكث الهلالية كثيرا في مصر، بل واصلوا رحيلهم إلى ليبيا، لكن في الطريق وقعت عدة أحداث، منها المشاحنات المتجددة بين العالية بنت جابر زوجة أبي زيد والجازية خاصة بالقرب من عيون الماء المتفجرة التي تسميها السيرة بالمخاضة، حين سبت الجازية العالية «يا عشيقة عبدنا»، وكانت تعني أبا زيد.
ومنها ذلك الحب المشتعل من فوره بين الأمير ماضي بن مقرب وبين الجازية، وحين حاول التقرب منها بالزواج، نصحه المقربون منه بطلب فرس دياب بن غانم «الخضرا»، وفي حالة رفض مثل هذا الطلب؛ لأن روح دياب بن غانم في فرسته هذه يطلب بدلا منها الجازية، مع ملاحظة توحد المرأة بأنثى الحصان، بل وأهمية فرس دياب هذه التي سيساوم حين موتها بأخذ تونس عوضا عنها ... إلا أن السلطان حسن الهلالي حقق طلب ماضي بن مقرب، وأرسل له الخضرا، فردها بدوره مع هدايا كثيرة، طالبا الزواج بالجازية:
يقول الفتى ماضي بن مقرب
بدمع جرى فوق الخدود بدار
أرسلت لك خضرا دياب بن غانم
وأبذلت فيها أموال ثم جياد
ونحن نعرف يا أمير مكارمك
وكفك سخي طول المدا مداد
وأنت نعم الطلب عالي الحسب
صفحة غير معروفة