والهاء همل دمع أصابني
على شأن مرعي انكويت بنار
والواو ولت خيلنا من رجالكم
وتبقى تونس والرجال قفار
والياء يبقى علمكم فوق علمنا
بإذن الله الواحد القهار
وحق الله ما أخون عهدكم
ولو قطعوني بالسيوف بنار
فلما فرغت سعدى من كلامها شكرها الأمير أبو زيد وجماعته على اهتمامها بهم، وباتوا تلك الليلة، ولما أصبح الصباح أمر الزناتي بإحضارهم، فلما حضر وقال لأبي زيد: «إذا أطلقناك إلى أن تأتي جماعتك من الأوطان، فكم يوم تغيب عنا؟ وماذا تجيب لنا؟» فقال: «أغيب ثلاثة شهور، وأجيب لك أربع مية ألف مدرع مشهور.» فقال: «وما هو مرادك من المدرع أيها البطل الصميدع؟» فأخرج الأمير أبو زيد من جيبه قطعة من الفضة الخالص وأنقى من الفضة الروابض، وقال: «هذا هو المدرع يا زينة المتالك.» ففرح الزناتي بذلك، وقال: «اذهب بأمان الأوطان.» فقال: «أعطني عدة حرب وحصان؛ لأن الطريق مخاطرة والأراضي موعرة.»
فأشار الزناتي مستجيبا إلى طلب أبي زيد وأطلقه، استجابة لمشورة سعدى ابنته. •••
صفحة غير معروفة