وبالفعل يعدها الشاطر حجازي بهذا، لكن ما إن يحقق انتصاره بقتل والدها البين، حتى يقبض عليها، ويقتلها حرقا، ويذري رمادها في الهواء مع أبيها رمز الشر والشؤم، بدلا من الزواج بها، على اعتبار أنها خائنة أبيها وبالتالي قبيلتها، ومن هنا حق عليها العقاب بالموت حتى ولو من جانب حبيبها أو عشيقها.
وهو ذات المصير - التراجيدي - الذي سيصادف هذه الابنة المحبة سعدى ابنة الزناتي خليفة، من جانب دياب بن غانم قاتل أبيها المنتصر.
فلقد وصل الأمر بالنسبة لتعلق سعدى بمرعي وتعشقها له إلى حد أنها وجهت أبيها الزناتي خليفة إلى التمسك والاستمرار بسجن الأمراء الأسرى، ومنهم حبيبها مرعي، وعدم الإفراج عنهم، وإرجاعهم إلى قومهم، وإنهاء الحصار والحرب، حين أشار عليه ذات مرة أبو زيد الهلالي وكاتبه بشأن الإفراج عن الأمراء الثلاثة الأسرى وإنهاء الحرب، كما تروي السيرة شعرا:
خليفة تبعت الكلام تقول لي
هذا كلامك زور مع بهتان
إن كان ما قلته صدق مؤكد
أطلق لنا أولادنا من الآن
هذا مرادنا منك يا ملك
ونأمنكم من حرب عود الزان
فلو تزرع الحوادث يا ولد صالح
صفحة غير معروفة