87

Sirat Amir Hamza

تصانيف

تلك الحالة لم يقدر أن يتمالك نفسه عن أن يقبلها قبلة اللقاء وحياها تحيات العاشق المشتاق فأجابته على تحياته بالمثل وأخحذته من إبطه ودخلت به إلى الغرفة السابقة الذكر وإذا به يراها فائحة بروائح الند والعنبر والبخور والزهور تبعث أيضا بزكاء روائحها العطرية فانشرح صدره هذه الحالة ولم يكن قد مر عليه تنعم مثل هذا النعيم أو جلس مثل هذا المجلس البهيج الأنيق ومن ثم أجلسته على كرسي من العاج عليها شبكة من اللؤلؤ والمرجان وهي من المخمل الأحمر الحريري المزركش بالزراكش الفضية والذهبية وبعد أن استقر بها الجلوس أمرت قهرمانتها بالخروج فخرجت ونخلا لما الجو وأخخذ كل واحد من يطارج الآخر غرامه ويشكو له ما يلاقي من الوجد واطيام وقد قالت مهرد كار إني كنت لا أظن الزمان يسمع لي أن أراك إلى جانبي وفي القرب مني كل أسباب الحظ ومعداته وكفاني الآن عيشة في هذه الدنيا فقد وصلت إلى أعظم السعادات وأفضل الراحات وألذ العيشات كيف لا وأن محبوبي أمامي وعليه المعول ومنه أرجو دوام هذه الحالة إن أراد الله أن يحسن إلي ' ببقائي بعد فقال لما قسم الله الحظ بيننا فإنني مثلك أشعر بهناء وراحة عجيبين لم أكن أظن ألاقى مثلههما في حياتي بطوا وعليه فإني سأحافظ على مثل هذه ال حالة وأسعى في كل ما فيه راحتك وهناك وأطلبك لنفسى زوجة من أبيك فإذا أجاب كان خيرا وإلا أخذتك بقوة السيف والسنان وفتكت بأبيك ولا أدعك تكوني لغيري مطلقا ما زلت في قيد الحياة قالت إني أفضل أن يبقى الحب على حاله بينك وبين أبي وأن لا يتكدر أحد من الآخر حيث إن أحب أي جدا وأفضل أن أبقى على الدوام تحت طاعته ونظره قال وإني مثلك أريد ذلك إلا أن قلبي يخبرني الحرب ستنتشب بيننا والتزم إلى عناده وتقع بيننا الأهوال ولا بد أن القلب دليل الإنسان فأرادت أن تمانع ذلك إلا أها حافت من تصديع خاطره وغيظه وتركت الأمور لتدبير العناية وقالت له ليس الآن وقت كلام فقبل كل شيء أريد أن أصرف وقتا على الحظ وشرب العقار فاغتنام مثل هذه الفرصة أوفق من تضييعها ثم تناولت قدحا من الشراب وناولته إياه بعد أن شربت منه قليلا فأخذه من يدها وهو يتأمل في محاسنها ويحدق بجماها ويما أعطاها اله من الحسن الفائق والجمال الرائق وأن كل ما.رآه فهو حسن فإذا نظرت كانت تنظر بأعين الغزال وإذا نطقت كانت تنطق بلفظ أشهى من السحر الخلال كيف لا وهي شمس الدنيا وبالحقيقة أمبى من الشمس والقمر فكم من أقمار تضيء في أفق جبينها اللامع وكم من شمس تختفي تحت ثنايا محياها الساطع بأنف أقنى ونحد أبيض مورد أصيل مدور وفم قبل في الأمثال كأنه خاتم سليمان فإذا أغلقته لا يمكن أن يعرف الناظر أين مكانه ولا بد أن تأت بوصف جماها بتمامه وإذا لم يكن كله فبعضه في غير هذا المكان ما يأتي . وبعد أن أحدق بجماها متاملا كثيرا أنشد : |

زرت أزرتها على الأقمار أو ما رأيت مطالعم الأنوار

0-7

صفحة غير معروفة