60

Sirat Amir Hamza

تصانيف

إليه ليأتيه به فقال حمزة إن لا أضيع لك تعبا ومن الواجب أن أسير بخدمتك إلى ديوان الملك كسرى حتى أراه وأسلم عليه فقال الملك النعمان إن ذلك لا يوافق وقد يحصل منه سبب وربما تخرب لأجله المدائن ويقع ما ليس في الحساب فقال حمزة وكيف ذلك قال أعلم أن العجم متكبرون ولا يعاملون العرب إلا معاملة المزؤ والسخرية فإذا دخلنا المدينة على مثل دعوة الملك أو إذا جلسنا في ديوانه فلابد من أن أحدهم يضحك علينا ومنا وإني أعرف ذلك وقد وقع معي مرارا فا أصبر عليه حتى أن أن صغيرهم كان يضحك علي كأني موضوع للهزؤ إلا أنك إذا شاهدت أنت ذلك ووقع عليك أو على أحد أتباعك لا تصبر عليه فتلتزم إلى إشهار السلاح ويقع بيننا وبين الاعجام ما يكدرنا ويغيظنا ويغيظ الملك أيضا فاذا شاء الملك كسرى ومنع قومه من استعمال هذه العادة التي اعتادوا عليها ومن تجاسر عليها قتلناه فلا يطالبنا أحد بدمة دخلنا وإلا فاننا لانرى كسرى ولا مواجهته وقد حان الزمان الموافق لقيام شرفنا ومنع ذلنا من هذه الطائفة التي احتقرت عباد الله وكرمت عباد النيران من أبناء جنسهم فسلم له بزرجمهر بذلك وقال له أصبت به ومن الواجب أن تسعوا في كل ما به راحة العرب ورفع شأنهم فقال الأمير حمزة لما كنت تعرف ذلك يا سيدي فلم أتيت إلينا قبل أن تقرر هذه الحالة قال إن مولاي الملك أمرني ولا أقدر , على تخالفة أمره وإلا فيغضب مني وحيث قد أبديتم ذلك فإني أبلغه إياه ومن ثم رجع الوزير عائدا إلى المدينة فدخلها وقدم إلى كسرى فسأله عن الأمير حمزة فأخبره بكل ما كان من أمره وأمر النعمان وقال له إن هذا الأمير حر الضمير لا يقدر أن يصبر على إهانته فإذا رأى سببا بحط من شرفه جرد سيفه وفعل العجائب في من أهانه وبذاك خاف من أن يبد من قومنا سوء معاملة بحقه فيلتزم إلى نقص محبتنا ومن ثم تنقلب بيننا وبينه الاحوال ونلتزم عوض أن نعامله بالاكرام أن نمنع شره فقال الملك كسرى لقد أصاب في هذا فإذا وقع من أنحد' في حقه ما يغيظه جازيته بالقتل ولذلك أريد منك أن تبعث مناديا ينادي بكل أسواق المدينة وشوارعها أن من لا يبدي الاستحسان من اعمال الأمير حمزة أو أحد أتباعه أو من يظهر سوء أدب أو ضحك من قبيل الحزؤ والاستخفاف يكون دمه مباح فإذا م. يقتله حمزة يقتله الملك ففعل بزرجمهور كل ما أوصاه به الملك حتى بلغ الخبر الكبير والصغيز وبعد أن انتهى من كل هذه الأمور بعث الوزير برسله إلى الملك النعمان والأمير حمزة يخبرهما بما كان من أمر كسرى وكيف نشر إعلانه بكل المديئة ولذلك ما من بأس من إتيانه| إلى داخخل المدينة إجابة لدعوى كسرى أنوشروان .

وشاع في كل البلدان أن الأمير حمزة سيدخحل المديئة باحتفال مع رجاله لأجل دعوة الملك فجاءت الناس افواجا نساء ورجالا وما ذلك إلا كون المنادي كان وسيلة لتشويقهم إلى الفرجة في تلك المرة مع أنه دشل قبل ذلك دون أن يفكر أحد بالاتيان إليه إلا الأعيان

9

صفحة غير معروفة