وصل إلى الملك النعمان وهو طالب الحرب فانقض عليه ومسكه وسلمه إلى أخيه عمر وعند ذلك رجع الأمير حمزة من ساحة القتال وهو مغموس بالدم من رأسه إلى قدمه فاغتسل ونزع ثيابه ودخل ديوان التعمان وجلس مكانه وجمع قومه وأمر أن يؤى بالنعمان إلى بين يديه فأحضر وهو ذليل حقير بعد أن كان عزيزا كريا مهابا من الكبير والصغير وعند وقوفه بين يديه قال لأخحيه عمر اقطع رقبة هذا الطاغي ولا تدعني أراه بعد الآن لأنه مخاتل وخداع فتقدم عمر منه وأراد أن ينفذ فيه أمر أنخحيه فاستجار به الملك النعمان وقال ما هو الذنب الذي فعلته حتى وجب علي القتل وإذا قتلتني ترمي نفسك بورطة وبيلة لأن العراق برمتها تأت لثأري والملك كسرى يغيظه ذلك وأرى من الصواب ان تطلقني وتتتخذني لك نصيرا ومعينا فم) أنا إلا عربي الأصل من جنسك وأبوك كنت على الدوام أعظمه وأكرمه وأعتبره اعتبار أشراف العرب وأسيادهم العظام ولا أفعل شيئا بين العرب إلا بارادته واطلاعه لكونه الحاكم والمالك في بيت الله الحرام قال حمزة إن ما تزعمه من مجيء العرب والعجم إلي 'فهذا لا أخافه قط ولا أحسب حسابه لأني بممساعدته تعالى أقدر على الغلبة وأما سؤالك عن الذنب الذي فعلته فهو أن اباءك وأجدادك كانوا يعبدون الله ويكرمون مكة المطهرة ويأتون إليها في كل عام فوافقت أنت كسرى ورجعت عن ما كان عليه أسلافك وملت إلى عبادة النيران وهذا الذنب وحده كاف لموتك وتطلب أن أتخذك معينا وساعدا فلو كنت ممن يعبد الله لفعلت ذلك ولكتك ممن يخالفه ولولم تكن غريبا | سرت اليك قبل أن أرى منك الشر وأرى الآن أن من اللازم انقيادك إلي بما أطلبه منك وإلا لا مناص لك من الموت وهو أن تعبد الله تعالى فقال هذا أريده وأتمناه وما تركت طريقة آبائي وأجدادي إلا كرها عني وإجابه لطلب كسرى أنوشروان قال لا تخف أحدا وإن كان كسرى يعترضك بأمر فأني أسير إليه وأخرب الإيوان على رأسه وأقيم بين العجم والعرب الحروب الحائلة ولي ثقة كبرى بالنصر والظفر فقال النعمان.إني أعدك يا حمزة من هذه الساعة إن أدعو إلى عبادته تعالى ومهما جرى يجري لأن نفسي على الدوام مضطربة من عبادة النيران وضميري متعؤب من البعد عن الله سبحانه وتعالى خائفا من عذاب يومه الأخير مع أن أسلافي كانوا يعبدون الله مع أنهم كانوا من عمال كسرى غير أنه لم يطلب منهم ترك عبادتهم كا طلب مني وكان قصد كسرى بذلك أن يعم عبادة النيران بين العربان .
فليا سمع الأمير حمزة كلامه وأنه ريرجع إلى عبادة الله سبحانه وتعالى بض إليه بئفسه وفك وثقه وسأله ان يجلس على كرسيه وصافح كل منى) الآخر » واعتذر إليه ودعا الملك النعمان كل رجال قومه الأعيان وأصلحهم مع الأمير حمزة وعرفهم ما كان بينه وبين الأمير وكيف أنه مال إلى عبادته تعالى ورجع إليها وترك النيران ففرح الجميع وقالوا إننا
ا
صفحة غير معروفة