لأنه رأى شرذمة قليلة لا تزيد عن المائتين نفس لكنه تعجب كيف انهم أقاموا في ناحية ثانية كمن يقصد الحرب والقتال فدعا إليه مخلوفا وسأله عن أولئك القوم هل هم جماعة أو من إحدى طوائف العربان فقال له لا خفاك يا سيدي ان هذه القناصة بنت النعمان ولا ريب أن خبرنا وصل إليها وعرفت هي به فأخذت المسألة على نفسها وتعهدت له بأنها تمبى الأمر وحدها وما ذلك إلا من تشائغها بنفسها واعتمادها على الحيل والخداع فجاءت بجماعتها البنات اللاتي تراهن أمامك فغضب حمزة من ذلك وصعب عليه كيف أنه يقاتل البنات وهن خلقن لا للقتال وقتاله لمن عار عليه غير أنه توجع في داخله من عمل القناصة وقال لمخلوف لا بد لي من تأديب هذه الجاهلة وتربيتها.لتعلم حدود نفسها ولا تجسر ثانية على التعرض للفرسان . قال أنت تعلم يا سيدي ما كان بيني وبينها وقد أخبرتك به جليا وأرجوك أن تسمح لي أن أبزر لها في الغد إذا كانت جاءت لأجل القتال واني أحب أن آنخذها أسيرة وأريد أن أقهرها وأتغلب عليها لتكون أسيرتي ولي حق أن أدعي عليها بأني أسرتها وملكتها في الميدان وكان الأمير حمزة يعلم بقوة بأسه وأنه من الأبطال فتركه على ما أراد . وبعد ذلك وصل اليه كتاب من القناصة توعده بة إلى الحرب في الصباح وانها جاءت لقتاله وردعه حيث بلغ أبوها خبره وعرف بقدومه بعثها إليه لأجل هذه الغاية . فأجابها عليه جوابا لطيفا وقال لها فيه أن ترجع إلى أبيها وإلا تلاقي في الغد ما لا يخطر لما يبال .
قال وفي صباح اليوم الثاني مض الأمير محلوف قبل الجميع لأنه كان طول ليلته فرحا مسرورا ينتظر النبار لينزل إلى الميدان ويقنص القناصة ويأخذها أسيرة ويرغمها على الزواج به لأن بواقي حبها كانت باقية في داخله فلم تقلع قط وما صدق أن رأى ضوء النهار حتى سببق الجميع فركب جواده وبرز إلى ساحة الميدان وجعل يلعب على جواده كأنه السرحان .
ومن ثم صارت تنبض الرجال وتركب خيوها وتقصد الميدان وإذا بالقناصة فركبت مع باقي البنات وبرزت إلى ساحة القتال ولا تأكدته ارتاعت وجفلت وقالت له ويلك هل أنت. باق بقيد الحياة وأنا أظنك هلكت وانقرضت ومضت عليك الأيام واني كنت أريد براز الأمير حمزة.
وقتاله لأريه قيمة نفسه غير أني الآن أرغب أن أذيقك العذاب وأميتك شر ميتة حيث كذبتني عند أبي وبين قومى وأردت أن تظهر الفضل لك وتبيننى . فقال لما ما فعلت ذلك إلا بعد أن أنكرتيى بالكلية وما ذكرت لي اسبا قط لا قبل ولا بعد فعرفت خيانة نيك واحناث وعدك ثم أنه هجم عليها فالتقته واخذا بالدفاع والقتال وهما بأشد عداوة يتقاتلان . وكل منهم بغاية وشأن هي تطلب هلاكه وإذلاله وفناء عمره وهو يطلب أسرها والحصول عليها وزواجها بالرضا أو بالغصب ودام على مثل تلك الحال يتقلبان في ساحة المجال مدة من الزمان حتى ضاق الأمر على القناصة ورأت من نفسها أنها مغلوبة مع الأمير محلوف فأرادت أن تعمد إلى الخيلة ولذلك عادت إلى الوراءء وقالت له تمهل قليلا في قتالي فإن الحرب قد
| 00
صفحة غير معروفة