البعد عنها ولم يكن في وسعي أن أطلبها من أبيها زوجة ولا يمكنني ذلك إلا إذا ساعدتني الأيام ورفعت من شأني أو رضيت هي بي ووافقتني على ما أنا به .
ولا سألا أبوها عن الأمير غشام وأخبرها بغايته قالت له أني لا أرضى به مطلقا كونه جاء متهددا وفي ظنه أنه يقبض القناصة ويذها وأني أقسم بحياتك أن لا بد لي أن ألقاه في وسط الميدان فأما أن يأخذني رغم عني ويجبرني إلى أن أكون له زوجة بالغصب لا بالرضى وأما أني أقتله وأرجع قومه بالخيبة ولا أكون عرضة لتهديده ويكون أب الملك النعمان ملك العرب وعامل ملك كسرى أنو شروان ونخاف الأمير غشام وقومه فسرني ما سمعته منها وقلت في نفسي إنها أصابت وإن الدهر سيساعدني في هذه المرة فإذا لم تقتل الأمير غشام قتلته أنا وأخذتها بخاطرها ورضاها وأكون قد فعلت جميلا معها ومع أبيها ويعرف أني كفؤ لها . فقال النعمان لبنته إني أعرف أنك لست من رجاله فهو افة من الآفات قد انتشر صيته في كل الحهات وخافته الأبطال والسادات ولا سيا أن رجالنا غير مجتمعين وليس عندنا من العساكر ما يكفي للدفاع ومن الصواب وعده ويما طلبته إلي أن نكاتب العزب فتأتينا الفرسان من كل مكان وإذا ذاك نخاصمه وندفعهعنا . قالت إن الأمر لا يحتاج إلى كل ما تقول وإني أعرف من نفسي أني قادرة عليه ومع ذلك فاكتب إليه. أن يلتقيني غدا في الميدان فإذا أسرني له الحق بأن يأخذني زوجة وإذا أسرته رجع بالخيبة وتركني وأخبره أن ابنتي آلت على نفسها أن لا تتزوج إلا بمن يقدر عليها في وسط الميدان ويأسرها على أمري من سائر الفرسان . قال أخاف .أن يأسرك ويأجذك بالرغم عنا فتكونين بذلك كسبية وهذا عار عند العرب . فإذا كان كذلك أرى من الموافق أن نزفك عليه بالرضا والاختيار . قالت أفضل الموت على ذلك ولا بد من قتاله وإني قادرة على كبحه وإرجاعه بالخيبة وقتله وسوف ترى بعينك من أمري وأمره .
فلم) سمع أبوها كلامها لم يسعة إلا الإجابة وعرف أن بنته لا تقدر على الأمير غشام إلا أنه علق آماله بالصدفة وقال في نفسه ربما تتمكن منه وتقتله ولذلك سمع لها وأنا أقرأ على وجهه غايته وأرجو أن يوافقها إلى أن انتهى الأمر وكتب كتابا إلى الأمير غشام يخبره بما كان من أمر بنته وأنها لا ترضى أن تتزوج به ما لم يكن أشد منها بأسا وأقدر في ساحة الطراد ويقول له في آآخر الكلام أن يبكر في الغد إلى الميدان 'ليلتقيها هناك ويبارزها وتفصل الخال بينها ولما كان اليوم الثان حرجت إلى جوادي وركبته وتقلدت بعدتي وأنا لا أعرف ما تنتهي إليه حال القناصة في ذاك اليوم وأتمنى أن تتخلص من هذا الطالب الجديد لتبقى'لي في القبيلة فأتوصل بعد ذلك إليها بمساعدة الصدف وما استقر بي الوقوف في ذاك المقام إلا وجاء الملك النعمان ومعه جماعة من الأبطال والفرسان وأعيان قومه العظام ومن ثم جاءت القناصة وهي غائصة بالحديد من رأسها إلى أرجلها وتحتها جواد من خيول أبيها
"١
صفحة غير معروفة