186

Sirat Amir Hamza

تصانيف

حد الأسنان وعليه من المهابة والإجلال ما لا يوجد في غيره من الفرسان والأبطال ولما وصل إلى جماعته سار أمامهم يطلب القتال وكان الملك كسروان قد ركب بجماعته البيروتيين وعددهم نحو الخمسين ألفا وولديه بشير ومباشر ولا صار في الميدان ووقعت العين على العين حمل كل من الطائفتين طالبا الإيقاع بخصمه وإعدام اسمه وبوقت قريب راج سوق الحرب واشتد الطعن والضرب . ولعبت السيوف الصقال والرماخ الطوال في مقاتل الرجال فوقعت إلى بساط الرمال معائقة بأيد فرغ الآجال . أجسام البلاء والوبال ولله در العرب فانها قتلت وما قصرت وفعل الأمير حمزة أفعالا لا تقصر عنها مردة الحان وعفاريت السيذ سليمان وكذلك أندهوق بن مسعود ومعقل البهلوان والأمير عقيل والأصفران فقد أجهدوا النفوس وقطعوا من الفرسان . الرؤ وس وحموا رجاهم بكل جهدهم ولم يكن عمل الملك كسروان أقل شأنا من هؤلاء الفرسان فإنه فعل في جيش العربان كا تفعل بالقش اليابس ألسنة النيران وقد قتل فيها قتلا ذريعا وفعل فعلا شنيعا وترك رجالا تئن من فعاله وهي ما بين طريح وجريح إلى أن كان المساء فضربت طبول الانفصال ورجع الفريقان عن القتال لاشتداد ظلام الزوال وقد تكون تكدر الأمير حمزة لما رأى أن قسأ غير قليل قد قتل من جماعته وقال لم يكن بعهدي أن يقع برجالي ما وقع إننا لم نقصر ني هذا اليوم وكذلك كسروان فإن رجاله قد قلوا لكثرة ما قتل منهم العربان فزاد به الحنق وتمنى أن يأتي اليوم الثاني ليرجع إلى القتال وقال لولديه وقواد عساكره لا بأس أن فقد كل رجالي فإني وحدي أقدر أن أفني العرب عن آخرهم ولم أقصر في هذا اليوم . وفي الغد أرحلهم عن هذا الديار وأشتئهم في البراري والقفار .

وبات القومان يتحادثان إلى أن أشرقت شمس اليوم التابع فهبت الفرسان ساعية إلى ساحة الميدان وتقدمت من كل جهة ومكان إلى قبض نفوس بعضها البعض وأخذ الثأر عما سلف منها من الابرام والنقض وكان يفكر الأمير حمزة أن يبارز الملك كسروان ويقصف عمره ويغبى أمره غير أنه قبل أن يصل إلى وسط الميدان كان الملك كسروان قد أمر رجاله أن تحمل على العرب دفعة واحدة فحملت وهو في مقدمتها وإذ ذاك اشتدت نار القتال وزاد لهيبها بالاشتعال فأحرقت أفئدة الرجال وذهبت بأرواحها إلى عالم الخيال . وكان ذاك اليوم شديدا لم يسبق أن سمع بأعظم منه منذ أجيال . وما عول النبار على الارتحال إلا بعد أن وقع بالعرب الضعف والاخلال كما وقع بالبيروتيين الفناء والانحلال وقد افترق القومان وهما لا يصدقان بالوصول سالين إلى الخيام . قال وكانت تلك الليلة على الأمير حمزة من أشد الليالي لا رأى أن الوقت لم يمكنه أن يلتقي بالملك كسروان حتى فعل ما فعله برجاله ولذلك دعا بأخيه عمر وقال له أريد منك أن تنبض قبل أن تشرق شمس اليوم القادم فتسرج لي الأصفران قبل أن يصل الملك كسروان وأن تمنع العرب من القتال فإني كلما حاولت أن ألتقي

48م

صفحة غير معروفة