جنان كما تلتقي الأرض الخافة وابل الفيضان واحتلف بينهها الضراب والطعان . وانبعث منهها زثيرا كزئير أسوخفان وشخصت لنحوهما الأبطال والفرسان منتظرة ما يكون من أمرهما وما ينتهي إليه القتال . وداما على تلك الحال وهما على مثل تلك الخال ختى حجبههما الغبار .
عن النواظر والأبصار وبالحقيقة أنمما كانا فارسين عظيمين وبطلين جسيمين . يندر وجود مثلهها في تلك الازمان . بين أبطاله والفرسان وبقيا على مثل هذا الشأن إلى أن أقبل الظلام بسواده . وولى النهار بجيوشه وأجناده فعند ذلك انفصلا دون أن يبلغ أحدهما الآخر مرادا أو ينال ما يتمناه وكان الأندهوق قبل أن يجرب نفسه مع الأمير يظن أنه لا يثبت أمامه باقي 7 الغبار حتى بارزه فعرف انه بحر ماله قرار. وقبان ماله عيار . قليل الأمثال بين الأبطال.
وتاكد أنه لابد أن يقع في يده وينفل غايته فيه ويأخذه أسيرا ويقوده أمام كسرى حقيرا وأما الأمير حمزة فانه مال إلى محبة أندهوق عندما تبين له أنه بطل صنديد قد تقلب على ساط البسالة فحفظ فروعها وأصولها وعول بعد أن يأسره يتخذه صديقا له فيفتخر به على ملوك الزمان ويقدر أن يملك الدنيا برمتها إذا كان عنده مثل هو لاء الفرسان .
ولا وصل كل واحد إلى أصحابه تلقوه بالاحضان وهتأوه بالعودة سالا وسار الأندهوق إلى صيوانه فنزع عند آلة الجلاد وقد اجتمع عنده جماعته فقال لهم إلي أقول لكم والحق يقال ان الأمبر حمزة فارس صنديد وبطل مجيد وقد تبين لي في هذا اليوم أنه اسد كرار يزيدني الدرهم قنطار ولذلك أوصيكم أنه إذا قتلني ان تنضموا إليه وتدخلوا في حمايته وتتتخذوه سيدا لكم لأنه يقدر ان يحفظكم من عبدة النار ومن غيره هذا إذا قدر المحال غير أني أعرف أنه لا يقصد قتل وجل غايته أسرى والمسير بي إلى المدائن وهذا علي اصعب من القتل من ان يراني ملك الفرس مقيدا بين يديه ذليلا فقال له قومه دعنا نحمل نحن بأجمعنا فينتشب القتال ولابد إذ ذاك من وقوع طعن وضرب فنحط كلنا على الأمير ولابد أنه يغلب بالكثرة فقال لهم انكم بذلك لا تفوزون بالمطلوب على ان غاية كل واحد منا حجب أدمية عباد الله وسئرى ما يكون في الغد وأمر الله لابد منه . فهذا ما كان منه وأما ما كان من الأمير حمزة وقومه فانم في المساء جاءوا إليه وقال له الملك النعمان كنا قبل أن بارزت ابن سعدون نخاف عليك منه إلى أن ظهر لنا انكما كفتان ميزان غير أن الإنسان لا يعرف ما يكون له من حوادث الزمان فدفعا للخطر وحفظا لراحتك نطلب إليك ان تدع معقل البهلوان ان يقاتل اندهوق في اليوم الآتي وكن أنت مرتاحا وبذلك نأمن عليك . قال هذا لا اريده ابدا نعم إني اعرف أن خصمي هذا بطل صنديد وفارس شديد لا يوجد له ثان في هذه الأيام إلا إني اعرف لا أكون مغلوبا معه ولابد لي من أسره كيف كان الحال وأما قولك إني اسمح لمعقل بقتاله فذلك غير المقصود لأني جكت لاجله ولهذا السبب لا يكون غيري الفائز ويقول كسرى إنك ما اسرته إلا بعد ما
0 0
صفحة غير معروفة