الكلام لما فعل معك ما فعل والآن عد إلى مولاك فائنا لا نتعرض لك بأذى وأخبره أنا الأمير حمزة العرب بهلوان تخت كسرى أنوشروان وقد جئت بجماعة العرب من قبل الملك كسرى لأقبض عليه وآخذه أسيرا إلى المدائن وأنخبره أن لابد لي من ذلك ومن الموافق له ان يسلم إلي بلا قتال ولا نزاع وينزرع سلاحه فيرى مني خيرا وبعد أن أقدمه إلى كسرى اطلقه واخذه | صديقا وصاحبا فعاد لعيار شيحان وهو لا يصدق اللخلاص من يدي عمر العيار وبقي سائرا حتى وصل الى بين يدي مولاه وشرح له كل ما تقدم وقال له اعلم يا سيدي أن هذا الأمير هو فارس ربة الحجاز وللشجاعة عليه دلائل وعلائم غير أنه مفتخر بنفسه متعاظم وقد قال لي أن أبلغك أن تسلم إليه أسيرا ليأخذك إلى بلاد كسرى مقيدا وهولا يعلم من أنت ويجهل مقدار بسالتك فليا سمع اندهوق كلام عياره لم هتم به وكانت قد وصلت إليه كتابة الوزير وعرف معنى إتيان الأمير حمزة ولذلك وقال لعياره عد بنا'الآن إلى المدينة فما من رغبة بقتال حمزة لأنه لاجل عاشق رماه العشق بسهام صائبة فرمى بنفسه في المصاعب لنوال مراده ولابد من صرف الجهد قبل كل شيء إلى مسالمته لأنه يعبد الله عز وجل وما من عداوة
ثم إنه رجع أندهوق إلى المدينة ودخلها ونام الملك الليلة الى الصباح وكان الأمير حمزة قد اجتمع بجماعته العرب فجاء بهم وضربوا خيامهم بالقرب من المدينة وانتظروا إلى الصباح كتب اندهوق كتابا إلى الأمير حمزة يقول له فيه .
اعلم أيها الأمير أنك سلكت في الأعجام مسلك التطرف بالطاعة وحفظت بهم المودة والزمان مع أنك تعلم أنهم من الكفرة يعبدون النار ويتركون الله الواحد الجحبار وتعلم أيضا أنهم أعداء يقصدون لك الملاك والوبال فا بعثوا بك إلي إلا انتقاما منك وخباثة مغهم ليرموا العداوة بين عبدة الله سبحانه وتعالى ولذلك لا أريد أن يقع مكدر بيني وبينك لا خوفا من حسامك والسنان لأني اعرف مقدرتي وإني في كل ساعة أقدر أن أقبض عليك ولكن لا لم يكن بينى وبينك عداوة سابقة وكان كسرى ووزيره عاملان على هلاكك وظلمك قصدت ان ابين لك الصواب من عدمه واحذرك ان لا تخاطر بنفسك بل تأتي إلي وتنفق معي عليه فاني اسير وإياك إلى المدائن ونخرب بلاد كسرى وازوجك ببنته رغبا عنه وعن رجاله وإلا فانك نادم فيم| بعد وهذا اعرضه من باس النصيحة والسلام .
فأخحذل شيحان الكتاب وسار به الى الأمير حمزة ولما فتحه وقرأه وعرف ما به تأكد حسن طوية أندهوق ودخل في ذهنه أنه لابد للوزير ببختك أن يكون قد كتب له كتابا يخبره بواقعة الحال ويطلب إليه هلاكه إلا أنه وجد نفسه مضطرا إلى قتال اندهوق وأسره في ساحة الميدان وفاء لوعده في ديوان كسرى ولقسمه بأنه يأتي به أسيرا ذليلا وذلك كتب له الجواب كما
38 |
صفحة غير معروفة