يبدو كحاشية الرداء ودونه صعب الذرى متمئعا أركانه فبدا لينظر أين لاح فلم يطق نظرا إليه وحده سبحانه فالئار ما اشتملت عليه ضلوعه والماء ما سمحت به أجفانه واقنع بما قسم الإله فأمره ما لا يزال على الفتى إتيانه والبؤس ماض لا يدوم كما مضى عصر النعيم وزال عننك أوانه وبقيت هذه الحالة حالتها كل مدة غياب الأمير فهذا ما كان منها وأما ما كان من حمزة فانه نام تلك الليلة على نية السفر في الصباح وعندما أشرقت شمس اليوم الثاني وتكسرت أشعتها على البسيطة وهب نسيم الشرق باردا نمض الأمير حمزة كالأسد إلى جواده فركبه وأمر أن تركب العرب حالاليسيرواعن تلك الجهة فلا يبقى لهم أثر فيها فركب الجميع من الصغير إلى الكبيروانتشرت راية العرب فوق رأس الملك النعمان وهو راكب إلى جانب حمزة وإلى .
جانب أصفران الدربندي ومعقل البهلوان والأمير عقيل وعمر العيار يسير أمام الجميع بجماعته العيارين وهو يجري بأسرع من ل معان البرق وبأعجل من طيران الطير وما تعالت شمس ذاك النهار إلا كانت العرب قد بعدت عن المدائن وتوغلت في الطرقات . واستلموا طريق سر نديب الند لا يعلمون ما يكون لهم هناك وحمزة يتمنى سرعة الوصول إليها لينبي الأمر الذي جاء بطلبه ويعود حالا إلى كسرى ولطمئن بال حبيبته من قبله لأنه يعلم أنها تبقى كل مدة غيابه مضطربة الأفكار ضائعة العقل لا تعلم ما يجري عليها وما من أحد ليوصل أخباره إليها لا سيهما وهو سائر لمحاربة رجل اشتهر بين العالم بالبطش والإقدام والبسالة وأن أباها أرسله إلى هناك لأجل التخلص منه وإهلاكه في تلك النواحي ودام العرب عل مسيرهم مدة أيام وليال يسيرون أكثر الليل وقسم من النهار وعند اشتداد الحر ينزلون ويقيمون في الخيام إلى أن وصلوا .
وكان بختك لما رأى العرب قد قلعت عن تلك الدار فرح فرحا عظييا وسر سرورا لا مزيد عليه واجتمع بالملك كسرى وقال له انظر كيف أننا براحة من زنخة أولئك الأوباش فلقد خحلت الديار ولم يبق لهم فيها آثار وصرنا نقدر أن نعي على أنفسنا فنلتفت إلى ذواتنا وندبر أمر ملكنا فيا العرب إلا نقمة لنا حملوا علينا بكل ثقالتهم وغلاظتهم فإذا أبقيناهم على مسراهم تعبنا معهم جدا.
فقال له كسرى إني أشعر الآن براحة من قبلهم وما كنت أكرمهم إلا إكراما لخاطر الأمير حمزة لأنه فارس صنديد وأمين على نخدمة حكومتنا . قال إننا لا نحتاج إلى أمانته وخدمته وعندي أن نفس حمرة لا بد أن تطمح عينه ذات يوم إلى الجلوس على كرسيك وليس تاجك وذلك بعد أن يتزوج ببنتك مهردكار ويظهر في نفسه أنه صالح لذلك وتقع الحروب لخي
صفحة غير معروفة